مع دخول اليوم الثانية عشر من العدوان الأمريكي على اليمن، تتجلى حقائق جديدة على الأرض تبدو فيها أمريكا الطرف الأضعف في المعادلة رغم تفوقها العسكري، فكيف بدا المشهد؟

خاص – الخبر اليمني:

بالنسبة لليمن، التي لا تزال قواتها تتوعد بالمزيد من المفاجئات، تبدو اكثر صمودا واقدر على إدارة المعركة، وقد رفعت وتيرة الهجمات على جبهتين بصورة غير متوقعة في الوقت الذي كان يتوقع فيه تراجعها او استسلامها، اذ  أعلنت على لسان متحدثها العسكري العميد يحي سريع  شن هجوم مزدوج على الأراضي المحتلة بفلسطين  ابرزها العاصمة تل ابيب  .

وهذه المرة الأولى منذ استئناف العمليات البرية المساندة لغزة يتم فيها اعلان هجومين في نفس الوقت  على اهداف في تل ابيب  وهو مؤشر على أن اليمن بدأت نهجا تصعيدا ضد الاحتلال يتضمن تكثيف الهجمات الجوية على عاصمته مع تزايد وحشيته في غزة .

وبالتوازي مع جبهة الاحتلال ، واصلت اليمن  بقوة عملياتها الخاصة بالتصدير للعدوان الأمريكي ، وقد شنت هجوم جديد يعد السادس من نوعه خلال أسبوعين ضد البوارج والاساطيل الامريكية المتمركزة في البحر الأحمر، ونجحت، وفق ما أكده العميد سريع، من احباط محاولة تقدم  لتلك البوارج صوب  جنوب البحر الأحمر وافشلت في الوقت ذاته  محاولة لشن عدوان جوي واسع على المدن اليمنية.

في المقابل، شهدت القوات الامريكية تراجع كبيرا  على الميدان، اذ تقلصت الغارات الامريكية بصورة غير مسبوقة خلال الايام الاخيرة وبمعدل اقل من 1% مما كانت عليه بداية الحملة الجديدة ضد اليمن  هذا من ناحية اما من اخرى فإن امريكا تتجه إلى استخدام قواعد بعيدة عن اليمن وتحديدا  في المحيط الهندي حيث تمتلك قاعدة على الارض بدلا عن البحر الاحمر جيث تتعرض اساطيلها لهجمات شبه يومية وهو ما قد يعقد الحملة وينهي طموح امريكا بحسم معركة البحر الاحمر لصالحها  ناهيك عن اضافة اعباء على امريكا في حال قررت القوات اليمنية استهداف الجزيرة السرية بالهندي حيث لا تملك القوات الامريكية هناك اي مساحة للمناورة.

هذه التطورات تأتي غداة محاولة  الرئيس الأمريكي وطاقمه تسويق دعاية جديدة عن فعالية الغارات الجوية وتحقيق انتصارات، وهي فعليا، وبحسب خبراء، تنسف تلك المزاعم وتؤكد حقيقة واحدة لا غير تتمثل بان اليمن لا يزال في اعتى قوته وان الغارات الامريكية رغم وحشيتها لم  تؤثر لا على قدراته العسكرية ولا على موقفه المساند لغزة.