في حادثة أثارت موجة من الغضب والاستنكار واسعة النطاق، اقتحمت قوة أمنية صباح اليوم الأربعاء منزل الصحفية اليمنية وئام الصوفي في مدينة تعز، في تصرف وُصف بأنه 'تجاوز صارخ للقانون وانتهاك صارخ لحرمة الحياة الخاصة'.

77.235.62.132

وأفادت الصحفية وئام الصوفي عبر منشور نشرته على صفحتها الرسمية في موقع 'فيسبوك' بأن أفرادًا من قسم شرطة مديرية القاهرة، التابعين للقيادي الأمني إبراهيم القيسي، نفذوا الاقتحام بتعليمات مباشرة من عاصم عقلان، أحد القيادات الأمنية البارزة في المحافظة. وأضافت أن القوة الأمنية هددتها بتدخل 'الشرطة النسائية' في حال رفضت التعاون، في خطوة اعتبرتها محاولة للترهيب والضغط النفسي.

وفي تفاصيل أكثر إثارة للقلق، كشفت الصوفي أن عاصم عقلان كان قد 'نهب' منزلها السابق، مستهدفًا خصوصياتها وممتلكاتها الشخصية، مشيرة إلى أن هذا الاقتحام الجديد يُعد استمرارًا لسلسلة من الاعتداءات التي تستهدفها دون أي مبرر قانوني أو قضائي. وكتبت بلهجة حزينة وغاضبة: 'عاصم عقلان نهب بيتي وخصوصياتي، والآن يقتحموا بيتي الأخرى'.

ولم تكتفِ الصحفية بسرد ما جرى، بل نشرت صورة توثّق الطقم الأمني المُحاصِر لمنزلها، داعية الرأي العام اليمني والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ'بلطجة أحد قيادات الأمن في تعز'، مشددة على أن ما يحدث لا يمتّ بأي صلة إلى مهام الأمن والحفاظ على النظام، بل يعكس حالة من الفوضى والانفلات التي باتت سمة بارزة في عمل بعض الأجهزة الأمنية في المحافظة.

ويأتي هذا الحادث في سياق تصاعد ملحوظ للانفلات الأمني في محافظة تعز خلال الفترة الماضية، حيث شهدت المدينة سلسلة من الانتهاكات الخطيرة، بينها جرائم قتل، واقتحامات لمنازل مواطنين دون أوامر قضائية، وغياب شبه تام لآليات المساءلة والمحاسبة.

ويشكو سكان تعز بشكل متكرر من تغوّل بعض المليشيات والقيادات الأمنية التي تعمل خارج إطار القانون، مستغلة غياب سلطة الدولة الفعالة وتفكك المؤسسات الأمنية والقضائية.

وقد طالبت منظمات حقوقية يمنية ودولية، في أكثر من مناسبة، بضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية في تعز وتفعيل الرقابة القضائية على عملها، محذّرة من أن استمرار مثل هذه الممارسات سيؤدي إلى مزيد من التفكك المجتمعي وانهيار الثقة في مؤسسات الدولة.

ويُنظر إلى اقتحام منزل الصحفية وئام الصوفي، المعروفة بمواقفها الصحفية المستقلة ودفاعها عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان، على أنه رسالة ترهيب موجّهة لبقية الإعلاميين والناشطين في المحافظة، ما يهدّد بزيادة تقييد الحريات الصحفية في منطقة تعاني أصلاً من تضييق ممنهج على الرأي والتعبير.