اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
منظمات الهيكل تنشر دعواتها لاقتحام الأقصى طوال أيام 'عيد العرش' التوراتي والشرطة تصفهم بـ'الحجاج' #عاجل
كتب زياد ابحيص *
نشرت مختلف منظمات الهيكل المتطرفة دعواتٍ متعددة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك طوال أيام 'عيد العرش التوراتي' الذي يبدأ يوم غدٍ الثلاثاء 7-10 ويستمر حتى الإثنين 13-10 مع تركيز الاقتحامات يومي الأربعاء والخميس.
وقد تعهدت تلك الدعوات بتوفير المواصلات المجانية للراغبين في الاقتحام، وبتوفير المرطبات والوجبات الخفيفة، والمرشدين الدينيين مع كل فوجٍ من المقتحمين، كما شددت على الدعوة إلى أداء الطقوس التوراتية في الأقصى وزينت دعواتها بالقرابين النباتية التي تعمل منذ سنوات على تحويل تقديمها إلى طقس مفروض ومتكرر في المسجد الأقصى المبارك.
وقد وفدت إلى جُملة منظمات الهيكل الصهيونية منظمة جديدة تسمي نفسها 'رابطة حكماء الغرب في أرض إسرائيل' وهي رابطة للحاخامات ذوي الأصول المغربية والأندلسية تأسست في 2022، ويسعون إلى توظيف ما يعتبرونه 'إحياء التقاليد الدينية ليهود الأندلس والمغرب' كرافعة لاقتحام المسجد الأقصى وللدعوة إلى أداء الطقوس الدينية فيه باعتباره 'جزءاً مركزياً من تقاليدهم الدينية'، وسيكون اقتحامهم للأقصى يوم الأربعاء 8-10 وسيشمل أداء الطقوس الدينية بما في ذلك صلوات الصباح والمساء بحسب إعلانهم.
منظمات الهيكل تطلق حملة لتوزيع رايات الهيكل على مختلف وحدات جيش الاحتلال
وأطلقت منظمة 'بيدينو' (جبل الهيكل في أيدينا) حملة لتوزيع رايات الهيكل على جنود الاحتلال في مختلف الوحدات القتالية، بالتزامن مع تحضيرها لعدوان واسع على المسجد الأقصى المبارك في 'عيد العُرش' التوراتي.
وأطلقت هذه المنظمة حملتها تحت عنوان 'راية مقدسة لكل جندي' تأكيداً على رؤية الصهيونية الدينية ومنظمات الهيكل للحرب المتواصلة كحرب حسمٍ على كل الجبهات، تنظر فيها إلى تهويد الأقصى كخطٍّ موازٍ للإبادة في غزة.
ووفق إعلان 'بيدينو' فإن الحملة تأتي بالتعاون مع المجرم 'نيريا أُوفَن' أحد مستوطني مستوطنة 'يتسهار' والذي كان يخدم في وحدة 'دوفدوفان' كقناص عندما أراد شارون فرض خطة 'الانسحاب الأحادي' في 2005، وتمرد على تنفيذ أوامر إخلاء المستوطنين من مستوطنة 'عمونا' في الضفة الغربية ومن مستوطنات غزة، ودعا الجنود والضباط للتمرد على هذه الأوامر.
وقد أدى تمرد نيريا أُوفَن في حينه إلى تسريحه من الخدمة واعتقاله إدارياً، فزاد هذا من رمزيته وحضوره بين مستوطني تيار الصهيونية الدينية حتى أصبح أحد عناوين الحضور الأيديولوجي لهذا التيار في الجيش الصهيوني، إذ باتت نسبة أفراده في جيش الاحتلال اليوم أكبر من نسبتهم السكانية.
شرطة الاحتلال تجدد وصفها المقتحمين الصهاينة للأقصى بـ 'الحجاج'
إلى ذلك، أعلنت شرطة الاحتلال إجراءاتها لتسهيل الاقتحامات ببلاغ رسمي أعلنته منظمات الهيكل كالمعتاد، ويُقرأ من هذا البلاغ ما يلي:
1. تأكيد شرطة الاحتلال على وصف المقتحمين الصهاينة بـ 'الحجاج' في محاولة لمنح مشروعيةٍ لحقهم الديني المزعوم في المسجد الأقصى ولأدائهم الطقوس التوراتية فيه.
2. تعهدت شرطة الاحتلال بالسماح بإدخال فوجٍ من المقتحمين كل عشر دقائق، علماً بأن شرطة الاحتلال كانت قد ضاعفت الحد الأقصى لعدد المقتحمين في الفوج الواحد إلى 200 مقتحم تحت إشراف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في شهر 6-2024.
وإذا ما أخذ في الاعتبار الوقت الرسمي المعلن للاقتحامات ما بين 7:00-11:30 قبل الظهر ثم 1:30-3:00 بعد الظهر فإن مدة الاقتحامات باتت 6 ساعات كاملة، وهذا يعني أن شرطة الاحتلال رفعت الطاقة الاستيعابية لإجراءاتها حتى سقف 7,200 مقتحم يومياً، وهو أكثر من ضعف الحد الأعلى المسجل فعلياً للمقتحمين في الأقصى والبالغ 3,000 مستوطن.
3. تعهدت شرطة الاحتلال بالسماح بوجود 6 أفواج من المقتحمين في الوقت عينه في المسجد الأقصى، وهو الرقم الذي كانت قد أعلنته لأول مرة في إجراءاتها لاقتحام الذكرى العبرية لاحتلال القدس في 26-5-2025، أي أنها في الحد الأعلى ستسمح بوجود 1,200 مقتحم داخل الأقصى في اللحظة الواحدة.
وأمام حصارها المستمر للمسجد، وإبعادها للمصلين والمرابطين وحراس المسجد والصحفيين، فإن عدد المصلين وموظفي الأوقاف لا يزيد عن 60 في الساعات الأولى للاقتحام، وهو ما يسمح بأن يكون عدد المقتحمين من اليهود 20 ضعف عدد المسلمين في الأقصى خلال تلك الساعات.
4. يأتي تكريس هذه الإعلانات وتسليمها لقيادة منظمات الهيكل كجزء من حرص شرطة الاحتلال على فرض تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين بالقوة، وعلى تكريس 'اتحاد منظمات الهيكل' باعتباره يمثل الإدارة اليهودية للأقصى في مقابل دائرة الأوقاف التي تحاول شرطة الاحتلال تهميش دورها ليصبح مجرد إدارة الحضور الإسلامي في المسجد، وليس إدارة المسجد بذاته.
* الكاتب باحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى












































