اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
ما خفي في خطة ترامب.. وإرهاصات الولادة الفلسطينية العصية على الفناء
في مشهد خلده شكسبير بمسرحيته يوليوس قيصر.. طارد الخصوم الغادرون القيصر بالسيوف والرماح فالتقى لاهثاً من شدة الارتباك بأوفى أصدقائه، بروتوس، مستنجداً؛ لكن المدية باغتته من حيث لم يحتسب، فصرخ عالياً والحرقة تقدد أحشاءه: 'حتى أنت يا بروتيس؟!' ثم انقلب على ظهره والخيبة تغطي ملامحه الآفلة فتغلق الستارة.
كانت عبارة تصدرت كل مشاهد الغدر عبر التاريخ، وأصاب ظلها كل من يرضخ لوعود الأصدقاء المزيفين كما هو الحال في السياسة التي تقوم على المصالح وفن الممكن والمراوغة، وتتعامل مع المواقف بتجرد دون اعتبار للبعد الإنساني ما دامت المخرجات تتوافق والمصالح الميكافيللية العليا.
من هنا تنفتح الستارة الشكسبيرية على المشهد الراهن فنستعير المشهد أعلاه، متسائلين وفرائضنا ترتجف من هول ما يحدث في هذا العالم الذي تعددت مكاييله، وتغولت فيه الرأسمالية المتوحشة متمثلة بالدعم الأمريكي المفتوح لكيان إسرائيلي معزول بسبب جرائمه ضد الفلسطينيين.
إنه ذات العالم وقد تأثر بحرب الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة دون رادع، وكأن المؤامرة محبكة بخيوط الزيف المرفهة بأبهى الألوان البراقة، حيث يتخللُ خيوطَها ما صَنَعَ العدوُّ منها والصديق، حتى تجاوزت أيقونة غزة المكان والزمان، فتتحول إلى حكاية إنسانية أشعلت فتيل التغيير في عالم ضاق صدراً بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتوحشة.. فتجتاح المظاهرات العواصم العالمية والموثقة بصرياً عبر الفضاء الرقمي فيما تمخر سفن العودة المحيطات والبحار؛ لفك الحصار عن تلك البقعة الجغرافية الصغيرة، والتي تتمتع رغم بؤسها بطاقة تغيير لا نظير لها إلا في الأساطير المنطوية في قلب التاريخ.
فهل تتعرض المقاومة في قطاع غزة لمثل هذا الموقف الشكسبيري حينما تركت وحيدة كأنها طائر الفينيق الكنعاني الأسطوري، إذْ تخرج من بين الرماد أشد عنفواناً؟
وإلا فماذا يعني تأييد بعض داعمي المقاومة التقليديين من أبناء جلدتنا لخطة ترامب المشبوهة! مع علمهم بأنها تمثل ضربة قاسمة للقضية الفلسطينية كونها مليئة بالفخاخ، فيما جاء توقيتها مثيراً للأسئلة العاصفة، في الاجتماع الذي جمعهم بترامب في مبنى الأمم المتحدة عقب انتهاء 'مؤتمر تسوية قضية فلسطين وتحقيق حل الدولتين' وذلك في 22 سبتمبر 2025.
القضية الفلسطينية في مهب الريح
المؤتمر الذي توالت فيه الاعترافات بدولة فلسطين بانضمام فرنسا وبريطانيا ودول أخرى.. رغم ما سجلت عليه من مآخذ تتعلق بعدم تحديد مكان هذه الدولة صاحبة الحق بالوجود الشرعي، وفي أنها معزولة السلاح، مما سيمنح 'إسرائيل' مساحة للتهرب والتسويف بشأن ضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة المعني بخطة ترامب التي نشرت تفاصيلها وسلمتها قطر يوم أمس للوفد الفلسطيني المفاوض في الدوحة.
وتتضمن الخطة، بحسب ما أعلنته الإدارة الأمريكية، وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإطلاق الرهائن في غضون 72 ساعة مقابل عمليات تبادل للأسرى، ونزع سلاح حماس، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية(!!) يتبعه تشكيل 'مجلس سلام دولي' يتولى إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.
فهل تنتهي القضية الفلسطينية عند حدود الملف الغزيّ مع أنه جزء من تداعياتها الممتدة منذ نكبة فلسطين عام 1948.. لتأتي مجموعة من المطورين العقاريين وعلى رأسهم، مجرما حرب الإبادة، ترامب وشريكه نتنياهو، فيحاولون تفريغ القضية الفلسطينية من المحتويين الإنساني والقانوني.. أو هكذا توهموا من باب الغطرسة وتعاظم 'الأنا' المرضية، والظهور بمطهر الآلهة الإغريقية! وذلك بعد مرور أكثر من 725 يوم على حرب الإبادة التي تشنها 'إسرائيل' المدانة من قبل محكمة الجنايات الدولية، بقيادة مجرم الحرب نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب أودت بحياة أكثر من 66 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة ومجاعة في القطاع المحاصر.
أهداف خطة ترامب الحقيقية
ويبدو أن أهداف 'خطة ترامب' التي طورها اللئام على موائد القمار في البيت الأبيض تتجلى بأمرين، هما:
-فك العزلة من حول رقبة نتنياهو، التي تجلت بخروج معظم الوفود من قاعة الأمم المتحدة احتجاجاً على ارتكابه جرائم إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
- زد على ذلك اعترافه مؤخراً بالعزلة الدولية التي يتعرض لها الكيان الإسرائيلي بسبب استمرار جيشه في شن حرب الإبادة على غزة، إلى درجة أنه دعا إلى تبني خيار الاقتصاد المغلق، الذي يعتمد على الاكتفاء الذاتي.
فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة غلوبس العبرية المتخصصة بالاقتصاد، أكد نتنياهو على أن 'إسرائيل 'ستضطر بسبب عزلتها الدبلوماسية إلى التكيّف مع اقتصاد ذي سمات أوتاركية، وأن تصبح 'إسبرطة عظمى' ما أثار جدلاً واسعاً بين الاقتصاديين، حيث وصفه خبراء بأنه عودة إلى 'العصر الحجري'.
وهذا يفسر اندفاع ترامب لإنقاذ نتنياهو من خلال خطته المفخخة حيث يعتبر نفسه ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو 'بطليْ حرب' وفق صحيفة 'نيوزويك'.
لقد فرضت الخطة خيارين على حماس وفصائل المقاومة أحلاهما مرّ.. فالخطة لو وافقت عليها الحركة وسلمت سلاحها فهي انتحار.. ولو رفضتها فسوف تتعرض لعزلة دولية وفق ما قاله نتنياهو في الفيديو الذي نشره على صفحته في 'إكس':
'لقد كانت زيارتي لأمريكا تاريخية. فبدلاً من أن تعزلنا حماس، قلبنا الأمور، ونجحنا في عزلها.. الآن، يضغط العالم أجمع على حماس لقبول الشروط التي وضعناها مع ترامب، لإعادة جميع الأسرى'. وهذا هراء، ومبعثة شخصية نرجسية مريضة، ومعزولة ولا تطاق.
إملاءات ترامب والثقة المهزوزة
فكيف إذاً تثق المقاومة بخطة مليئة بالفخاخ دون ضمانات وقد وضعها ترامب المتقلب في مواقفه والذي يعتبر نفسه مع مجرم الحرب نتنياهو بأنهما أبطال حرب! ويكذب كثيراً حتى يصدقه العالم، وخاصة أن آخر انقلاباته على ما تم الاتفاق عليه، تجلى بالتعديلات التي أجراها على الخطة التي وافقت عليها الدول العربية والإسلامية دون مشورتهم.
فرغم الترحيب العربي بالخطة إلا أنها خرجت بصيغة تضمنت تعديلات جوهرية من جانب الولايات المتحدة و'إسرائيل' تختلف عن التي تم عرضها على الدول العربية والإسلامية، وهو ما أكده المحلل في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو لقناة الجزيرة.. وهذه بحد ذاتها تعبر خديعة للموقف العربي؛ إلا إذا حصل التوافق في الخفاء فيما خرج الشكل للاستهلاك الجماهيري!؟لأن التعديلات مررت دون أن تسجل اعتراضات رسمية ضد الموقف الأمريكي المراوغ؛ لا بل أن الدول العربية والإسلامية التي اجتمع بها ترامب أبدت إعجابها بجهود ترامب لإيقاف الحرب في غزة، ولو أنها جاءت لصالح نتنياهو، حيث ستحسن صورته على اعتبار أنه بريء من تهمة عرقلة المفاوضات.
فقد أدخل صهر ترامب (الجزيرة نت) جاريد كوشنر، ومبعوثه للمنطقة ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، تعديلات على هذه الخطة قبل أن يدخل نتنياهو هو الآخر تعديلاته، لتخرج بصيغتها التي رآها الجميع.
وهذا يرسخ لمفهوم الخديعة التي تعرضت له الدول العربية والإسلامية؛ ليحصد نتنياهو الموسم فيبشر به الداخل الإسرائيلي موهماً بأنه النصر المبين، فيضلل الإسرائيليين من خلال ادعائه بأنه تحرر من العزلة وحاصر المقاومة في الزاوية.. مصوراً الموقف كأنه استسلام فلسطيني لا خلاص منه.
وفي كلامه شيء من الحقيقة لو وافقت فصائل المقاومة على الخطة التي تمثل استعماراً جديداً غير قانوني لقطاع غزة، كونها 'لم تصدر من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة وإنما من دولة قررت ممارسة دور الانتداب على قطاع غزة، وفصلها عن الضفة الغربية التي يتم الاستفراد بها وتحويلها إلى إمارات معزولة عن بعضها، موكلة المهمة لأحد مجرمي الحرب في العراق، توني بلير'. فكيف ستستقيم العدالة على هذا النحو المشين!
ترامب يورط الدول العربية والإسلامية في مستنقع غزة
ولعل الأخطر في هذه الخطة هو تهيئة الأجواء لمواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات بين الدول العربية والإسلامية من جهة، والمقاومة من جهة أخرى، كونها تبنت مهمة نزع سلاحها.. وبالتالي النأي ب'إسرائيل' عن هذه المهمة التي فشلت في تحقيقها منذ بداية طوفان الأقصى.
التعديلات طالت ما تم الاتفاق عليه بشأن إيجاد دولة فلسطنيية في المستقبل؛ ليتحول إلى حديث عن خلق أجواء للحوار الآمن بين الإسرائيليين والفلسطينيين دون تقديم أية ضمانات تحقق الوعود الجوفاء التي تضمنتها الخطة المشبوهة، سوى دور مهمش مستقبلي للسلطة الفلسطينية يكون مرهونا بمدى قدرتها على محاربة الفساد، وهذا خطير ويمثل انقلاباً على النص الأصلي ويحقق لنتنياهو أهدافه دون إراقة دماء، وقد يستمر الفساد بتشجيع إسرائيلي لتلتقي أهداف الطغمة الفاسدة الشخصية بالاستراتيجية الإسرائيلية المكشوفة فتضيع أوراق القضية في مهب الريح.
وكان من المفروض لو حسنت النوايا وقف الحرب من خلال قرار أممي لأن هذا يضمن الالتزام بكل القرارات الدولية السابقة بشأن الصراع ولن يكون وفق ما تريده أميركا و'إسرائيل' التي تلطخت أياديهما بدماء الفلسطينيين دون رادع.
عيوب أخرى في خطة ترامب
ومن العيوب التي تضمنتها الخطة أنها تجاهلت الحديث عن دور وكالة غوث اللاجئيين الفلسطينيين الأنوروا دون مراعاة للمعايير الإنسانية في إدحال المساعدات والتي لم تلتزم بها ما تسمى بمؤسسة غزة الإنسانية وقد لا يراعيها مجلس ترامب للسلام.. فاختلاف العناوين لا يغير من الواقع شيئاً.
أيضاً تضمنت الخطة الأصلية تغيير المناهج وبرمجة العقل الفلسطيني على الاستسلام للأمر الوقع، وكنس الذاكرة من جرائم الاحتلال المستمرة منذ النكبة الأولى، وتلطيف صورة كيان الاحتلال الذي اقترف الجرائم بحق الفلسطينيين.. ما يعكس جهل القائمين على الخطة ببواطن النفس البشرية.. فالواقع الموثق عبر الفضاء الرقمي، والذي ساهم في بناء السردية الفلسطينية في الوعي الإنساني، إلى جانب الذاكرة الفلسطينية الشعبية بدءاً من الفرد، ومروراً بالأسرة وصولاً إلى الذاكرة الجمعية، أشد وقعاً من كل برامج التربية والتعليم المزيفة.. هذه برمجة تقوم على أساس أن الفلسطيني مجرد 'جويم' تابع، أما 'شعب الله المختار' فمن حقه ممارسة الكره للعربي والحلم بإسرائيل الكبرى من خلال مناهج تعتبر اليهودي مركز الكون فيما بقية البشر مجرد هوامش.
تهجير الفلسطينيين هدف مؤجل
والمثير للاستهجان هو التلويح عبر خطة ترامب بإطلاق اليد الإسرائيلية لاحتلال غزة بالكامل لتعوث بها خراباً بعد خراب، إذا رفضتها حماس بعد مرور أربعة أيام على تسلمها، وبالتالي تحميل الحركة والفصائل كل النتائج التي تعقب ذلك، وبالتالي إصدار صك براءة لنتنياهو المتوغل في الدم الفلسطيني حتى النخاع.. وبالتالي تلخيص حرب الإبادة على غزة بالسابع من أكتوبر وحصر الضحايا بالإسرائيليين الذين قتلوا أثناء هجوم كتائب القسام على محيط شمال القطاع، أو وقعوا في الأسر حيث تحولوا إلى ورقة رابحة في يد المقاومة.
مع أن هذه العملية مثلت ضربة استباقية جاءت بناءً على معلومات تفيد بأن الشاباك يعد لضربة مفاجئة ضد غزة، توطئة لهجوم إسرائيلي ساحق؛ لفتح الطريق أمام الدول العربية المترددة في التوقيع على الاتفاقيات الإبراهيمية.. كون التخلص من المقاومة سيفتح المجال أمام الاستثمار في القطاع وفك ارتباطه بالضفة الغربية.. والتعامل معه كعقار وفق الرؤية الترامبية، وهو ما يسعى ترامب إلى تحقيقه من خلال خطته المشبوهة.
ومع أن الخطة أكدت على عدم المساس بالفلسطينيين وإرغامهم على التهجير إلا أن المشروع الأصلي الذي وضعه المطورون العقاريون (كوشنر ، وتوني بلير، وترامب) أشار إلى التهجير الاختياري مع التعويض البائس.. وتاريخياً تعتبر 'إسرائيل' التي لا تعترف بالمعاهدات أن غزة لا شأن لها بالضفة الغربية وهي أشد التصاقاً بسيناء والعريش.. (ولتذهب كامب ديفيد إلى الجحيم).
حيث شهد عام 1953 طرح «خطة سيناء»، التي دعمتها واشنطن، وتشمل «تهجير فلسطينيين» لتلك البقعة المصرية، وفق المؤرخ عبد القادر ياسين مقال نشر في (الشرق الأوسط-1 أكتوبر 2025).
وفي عام 1970، تبنى قائدُ المنطقةِ الجنوبيةِ بالجيش الإسرائيلي، أرئيل شارون، (الذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء، بعد نجاحه في اجتياح جنوب لبنان عام 1982)، خطةً لتفريغ قطاع غزة من سكانه، ونقل المئات منهم لسيناء ومدينة العريش، اللتين كانتا تحت الاحتلال الإسرائيلي حينذاك، ولم تنجح المحاولة.. وأخيراً رضخ شارون لإرادة المقاومة فتخلى عن القطاع دون رجعة ليعيد نتنياهو خطوته الحمقاء على حساب الدم الفلسطيني المراق.
وتوالت بعدها مخططات التهجير منذ عام 2000، حيث قدم القائد العسكري الإسرائيلي، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا أيلاند، مشروعاً يتضمن تقديم إغراءات وامتيازات لمصر حتى تتنازل عن أراضٍ في سيناء لصالح دولة فلسطينية مقترحة خارج إطار الحدود التاريخية لفلسطين السليبة، وبعد فشل ذلك، تكرر طرح المشروع بعد أربعة أعوام على يد يوشع بن آريه ، الرئيس السابق للجامعة العبرية بالقدس، والذي ووجه بالرفض المصري الثابت حتى وقتنا الراهن.
ففي ولاية ترمب الأولى (2017 - 2020)، طرح مشروع التهجير إعلامياً عام 2018، تحت ما سمي بـ«صفقة القرن» في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية.
تحت عنوان «السلام على طريق الازدهار» وبدعم من ترامب، ولاقت رفضاً عربياً صريحاً.
حيث أعادت حرب الإبادة على غزة، «مخطط التهجير»، من خلال ورقة نشرها معهد «مسجاف» الإسرائيلي، في 17 أكتوبر 2023، تدعو لإبعاد الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، وهي دعوة ما لبث يكررها المتطرفان، وزير المالية الإسرائيلي سموترتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وبتأييد من قبل ترامب في إطار مشروع 'رافيرا غزة'.
لكن حصادهم الخيبة.. وسوف تسدل الستارة على آخر مشهد عابر للمكان والزمان .. يتمثل بشعب واجه أكذوبة 'إسرائيل' الصغرى والكبرى، لتحقيق لعنة العقد الثامن التي تنبأ من خلالها المتدينون والمؤرخون الإسرائيليون بزوال الكيان الإسرائيلي الطارئ، والمصاب برهاب المقاومة، والذي يحاصره العالم بسبب استمراره في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى أن يرسخ الفلسطينيون خطواتهم المستقرة الثابتة نحو تحرير الأرض والإنسان.. ثم الاجتماع على خيار المقاومة التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بسبب صمودها الأسطوري، والالتفاف الشعبي حولها رغم المذابح التي اقترفها الاحتلال بحق الغزّيّين، وقد حول القطاع إلى أرض محروقة تنتشر فيها أبشع مجاعة يشهدها العالم في وقتنا الراهن..بفعل الاحتلال ومن يقف وراءه.
فالخنجر المسموم لن ينغرس في الوعي الفلسطيني الذي يحتضن المقاومة ولن يصرخ الشهداء في وجه العالم :
'حتى أنتم يا إخوة العروبة والإنسانية والدين'. لأنهم سيكونون معززين ومكرمين في عليين.
1 أكتوبر 2025