قامات تربوية ووطنية في قرية أطفال عمان لدعم حق كل طفل في التعليم

لقاء تشاوري أولي في قرى الأطفال SOS الأردنية يفتح الباب أمام الشراكات التربوية لدعم التعلّم، رعاية الموهبة، وكسب التأييد للأطفال والشباب.

عُقد يوم الثلاثاء الماضي الملتقى الأول لنخبة من الشخصيات التربوية والوطنية، اجتمعوا تحت سقف واحد في قرية أطفال عمان التابعة لجمعية قرى الأطفال الأردنية، في لقاء تشاوري هدف إلى توحيد الجهود والخبرات المتميزة في مجال التعليم، من أجل تطوير سبل دعم الأطفال والشباب، وتنمية مواهبهم، ومواجهة التحديات التي تعترض طريقهم. وقد ركّز الاجتماع على أهمية اكتشاف المواهب المخفية، وتعويض الفاقد التعليمي، والعمل مع الأطفال الذين يواجهون صعوبات ناجمة عن ظروف حياتية أو نفسية.

حضر اللقاء كل من الدكتور محمود المساد، عضو مجلس إدارة جمعية قرى الأطفال ومدير المركز الوطني لتطوير المناهج سابقًا، والدكتور ذوقان عبيدات، الخبير التربوي، والدكتور عاطف كنعان، رئيس المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، والدكتور مصطفى هيلات، نائب رئيس المجلس، والدكتور مصطفى أبو الشيخ، والدكتورة ريما البخيت، أعضاء في المجلس العربي. كما حضر الأستاذ منذر الصوراني، نقيب أصحاب المدارس الخاصة، والأستاذ أحمد نوفل ممثل منتدى الحوار الثقافي. ومن الجمعية، شارك المهندس مصطفى الوشاح، رئيس مجلس إدارة جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية، والسيدة رنا الزعبي، المديرة الوطنية لقرى الأطفال الأردنية ورئيسة الهيئة العامة لقرى الأطفال الدولية، والسيدة هديل الفقيه، مديرة قرية أطفال عمان، والسيدة كفى المساندة، مديرة البرامج في الجمعية، والسيدة أريج الخطيب، مديرة تطوير التبرعات والاتصال في الجمعية، إلى جانب عدد من موظفي الجمعية المعنيين.

افتتح الدكتور محمود المساد، عضو مجلس إدارة جمعية قرى الأطفال، اللقاء بكلمة استهلها بالقول ' منزل دافئ لكل طفل'، مؤكدًا أن جوهر رسالة قرى الأطفال هو بناء بيئة تعليمية وإنسانية دافئة، تمكّن الأطفال من الشعور بالانتماء، وتحفّز قدراتهم، وتمنحهم الثقة بالنفس في مسيرتهم نحو الاستقلالية، وتؤسس لمسار تعليمي ونفسي متوازن يمكّنهم من النمو والنجاح.

وفي كلمته، عبّر المهندس مصطفى الوشاح، ،رئيس مجلس إدارة جمعية قرى الأطفال SOS الأردنية، عن تقديره العميق للحضور، مؤكدًا أن الشراكة مع التربويين والخبراء الوطنيين أمر حيوي لنجاح مهمة الجمعية، لا سيما في المجال التعليمي. كما عبّر عن فخره بما حققته الجمعية عبر السنوات، وشدّد على التزام الجمعية بأن تظل حاضنة تعليمية وإنسانية تضمن لكل طفل ليس فقط الوصول إلى التعليم، بل إلى تعليم نوعي يعزّز فرص نجاحه.

كما أشار الوشاح إلى أن هذا اللقاء ليس إلا بداية لسلسلة من الجهود التشاركية مع خبرات تربوية ووطنية، هدفها تمكين الأطفال أكاديميًا وإنسانيًا، ضمن بيئة تحترم كرامتهم وتُثمّن إمكاناتهم.

وقدّمت السيدة رنا الزعبي، المديرة الوطنية لقرى الأطفال الأردنية ورئيسة الهيئة العامة لقرى الأطفال الدولية، عرضًا موسعًا حول النموذج المتكامل لقرى الأطفال في الأردن، موضحة أن الجمعية، رغم انتمائها إلى شبكة دولية في 137 دولة، هي جمعية أردنية بالكامل، وتعمل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية. وبيّنت أن برامج الجمعية تشمل ثلاث قرى في عمّان، إربد، والعقبة، وتخدم فئات متعددة، من خلال تدخلات تُبنى على معايير علمية وحقوقية.

وأضافت أن برامج الجمعية لا تقتصر على رعاية الأطفال، بل تشمل أيضًا حماية وتمكين النساء والشباب والأسر، والدمج المجتمعي، والتعليم، والصحة النفسية، والمناصرة، إضافة إلى برامج التمكين الاقتصادي.

وفي عرض متخصص، تناولت السيدة هديل الفقيه، مديرة قرية أطفال عمان، أبرز تحديات التعليم داخل القرى، وأشارت إلى أن الجمعية تعتمد آليات وتقييمات معرفية مبكرة، ليتم تصميم خطط تعليمية فردية لكل طفل بناءً على مستواه الأكاديمي، مع متابعة الأداء الأكاديمي والنفسي بشكل دوري. كما سلطت الضوء على أساليب دعم المناعة النفسية للأطفال المتأثرين بصدمات نفسية، وتقديم أنشطة مثل العلاج بالفن، إضافة إلى التعليم الموازي لرعاية المواهب المكتشفة ونطويرها.

وتخلل اللقاء جلسة حوارية مفتوحة أدارها الدكتور المساد، وشارك فيها الضيوف بمداخلات غنيّة. وتناول النقاش ضرورة إطلاق برامج لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين داخل القرى، وتقديم تدريبات مركّزة بحسب الحاجات التعليمية المحددة. كما ناقش المشاركون أهمية تعزيز العلاقة مع المدارس المستضيفة والخاصة، وتقديم منح دراسية، وبناء شبكة دعم من خبراء تربويين يقدّمون استجابات عملية وسريعة.

وفي هذا السياق، قال الأستاذ منذر الصوراني، نقيب أصحاب المدارس الخاصة:

'تكرّمت وتشرفت بحضوري هذا الاجتماع بحضور نخبة من القامات التربوية المتميزة. لقد تابعت الجمعية منذ سنوات طويلة، ورأيت كيف نجحت في تعزيز دور الطفل فاقد الرعاية الأسرية، وقدّمت له تعليمًا مميزًا وعناية واهتمامًا شاملاً، سواء على مستوى السكن أو الخدمات أو المتابعة.'

كما نوّه إلى أن مؤسسته التعليمية قد شرعت بالفعل في التعاون مع الجمعية، حيث تم قبول 12 طالبًا من قرى الأطفال SOS في المدارس الخاصة التابعة له، مؤكدًا استعداد النقابة والمؤسسات التربوية لبذل المزيد من الجهود لتوسيع هذا النوع من الشراكات.

واختتم اللقاء بجولة داخل قرية أطفال عمّان، تعرف من خلالها الضيوف على بيئة الأطفال اليومية، واستمعوا إلى نبذة عن الخدمات المقدّمة والبرامج المختلفة داخل القرية.

ومن أبرز مخرجات اللقاء:

•نموذج 'خصائص الطفل في رعاية قرى الأطفال الأردنية، ومواصفاته المتوقعة منه في المجالات: الشخصية، والمعرفية، والنفسية، والاجتماعية، والقيمية، والرقمية، التي تمكنه من حمل طموحات الدولة.

•اقتراح برنامج شامل لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين في القرى، وتنميتهم.

•تنظيم تدريبات تعليمية يقدمها خبراء متخصصون في مجالات متنوعة، حسب الحاجة.

•العمل على بناء علاقات أكثر فاعلية مع المدارس لتأمين بيئة تعليمية آمنة ومشجعة.

•توفير منح تعليمية وتسهيلات للأطفال المستحقين.

•تشكيل شبكة دعم خارجي من التربويين الوطنيين لدعم الأطفال في رعاية الجمعية أكاديميًا ونفسيًا.

•تعزيز برامج المناصرة، ودعم البرامج البيئية والمبادرات الشبابية.

هذا اللقاء يُمثّل انطلاقة جديدة في مسار الشراكة بين قرى الأطفال SOS الأردنية والمجتمع التربوي الوطني، ويجسّد إيمان الجمعية بأن الطفل يستحق ليس فقط التعليم، بل بيئة مليئة بالفرص، تُمكّنه من الحلم والنمو والنجاح.