تحوّلت مدينة المخا، منارة الساحل الغربي، إلى عرس جمهوري كبير مع تدفق آلاف المواطنين من مختلف المحافظات اليمنية لإحياء الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة. رفرفت الأعلام الجمهورية وارتفعت الهتافات الوطنية في الشوارع والأحياء السكنية والساحة المركزية، لتبعث رسائل قوية تؤكد أن ثورة سبتمبر ثورة متجددة وليست مجرد تاريخ. وأن الشعب اليمني يرفض إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء أو عودة حكم الإمامة والرجعية التي أطاحت بها الثورة عام 1962.

الحشود، التي اكتظت بها شوارع المخا، جسدت عمق الانتماء الوطني وتمسك اليمنيين بقيم الجمهورية والحرية، في مواجهة مشروع الحوثي الكهنوتي المدعوم من إيران. ورفع المشاركون لافتات تؤكد أن اليمنيين ماضون على درب سبتمبر حتى استعادة الدولة، معتبرين الثورة خلاصًا من الاستبداد والتطرف ومشاريع الإرهاب.

بهذا الزخم الشعبي العارم، أرسلت المخا أقوى رسالة وطنية بأن روح سبتمبر خالدة لا تموت، وأن إرادة اليمنيين أعمق من أي مشروع كهنوتي أو استبدادي. ومن الساحة التي ارتفعت فيها الأعلام وترددت الهتافات الجمهورية، تعهد أبناء الساحل الغربي بالسير على نهج الأحرار حتى يتحقق النصر الكامل وتعود صنعاء وجميع ربوع اليمن إلى حضن الجمهورية العربية اليمنية، دولةً حرةً مستقلةً لكل أبنائها.

وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي أكد في كلمته أمام الجماهير أن ثورة 26 سبتمبر ستظل منارة خالدة وحدثًا مفصليًا نقل اليمن من عصور الظلم والجهل إلى عهد الحرية والمساواة. وأشاد الأكحلي بدور نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الفريق أول ركن طارق صالح، في النهضة العمرانية والمشاريع الاستراتيجية التي يشهدها الساحل الغربي، معتبراً ذلك امتدادًا عمليًا لروح الثورة ومكتسباتها.

من جانبه جدد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في بيان جماهيري تمسكه بخيار الكفاح حتى تحرير العاصمة صنعاء واستعادة النظام الجمهوري. البيان دعا إلى توحيد الصف الجمهوري وتنفيذ الإصلاحات الحكومية وتحسين معيشة المواطنين، كما حيّا قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لدعمها معركة اليمنيين ضد التمدد الإيراني، مؤكداً التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض استغلال قضيته من أي طرف.

بدوره النائب الثاني لرئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد عبد الجبار الزحزوح، شدّد على أن النصر على المليشيا الحوثية “حتمي مهما طال أمد المعركة”. وأكد أن الشعب اليمني ماضٍ بثبات على طريق الثورة والجمهورية حتى استعادة كامل حقوقه وكرامته، مشيراً إلى أن تضحيات الأحرار اليوم ستثمر قريبًا نصراً يطوي صفحة الاستبداد والإرهاب الحوثي إلى غير رجعة.

وأكد قائد محور الحديدة، العميد زايد منصر، أن دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الجمهورية ضد المشروع الإيراني لن تذهب هدرًا، مشيراً إلى أن المقاومة الوطنية بكافة تشكيلاتها البرية والبحرية بقيادة الفريق أول ركن طارق صالح لن تضع السلاح قبل هزيمة الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة صنعاء ودفن خرافة 'الولاية'. ووضع العميد منصر إكليل زهور على النصب التذكاري لشهداء معركة تحرير الحديدة في مدينة الخوخة، مجدداً العهد بالسير على خطى الأبطال الذين سطّروا أسماءهم في سجل التاريخ إلى جانب ثوار سبتمبر وأكتوبر.