رم - بقلم: الدكتور خالد عبدالله العوامله

شهد امتحان اللغة الإنجليزية لطلبة التوجيهي هذا العام حالة من الجدل الواسع في مختلف أنحاء المملكة، نتيجة لصعوبة الأسئلة وابتعادها عن النمط التقليدي المعروف لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء، الأسئلة جاءت معقدة، محملة بمفردات غير مألوفة، وتراكيب لغوية صعبة، مما وضع معظم الطلبة في حالة ارتباك و قلق شديدين، كما أن أجواء الامتحان لم تكن سهلة على الاطلاق فبالإضافة إلى صعوبة الأسئلة ، سادت حالة من التوتر والقلق بعد صافرات الانذار المتكررة و احاديث متضاربة عن تسريبات مزيفة للأسئلة باعتراف وتأكيد من وزارة التربية والتعليم.

كيف يمكن للطالب أن يركز في ظل هذا الكم الهائل من الضغوطات النفسية ؟؟؟

إننا نوجه اليوم صرخة باسم آلاف الطلبة وذويهم: خففوا الضغط، راعوا نفسية الطالب، واعدلوا في التقييم. ما الفائدة من أسئلة صعبة إن كانت لا تفرز الذكي من المجتهد، بل تظلم الجميع تحت عباءة التطوير غير المدروس.

إن امتحان اللغة الإنجليزية لهذا العام ليس مجرد ورقة أسئلة، بل هو مؤشر على أزمة أعمق تحتاج إلى وقفة جادة، تبدأ من مراجعة آلية وضع الأسئلة، وتمر بإعادة النظر في المنهاج وطرق التدريس، وتنتهي بتصميم امتحانات تراعي الفروق الفردية وتبتعد عن التصعيب غير المبرر.

إن مستقبل أبنائنا أمانة، ولا يجوز أن يُختزل في امتحان لا يراعي الواقع، ولا يستوعب طاقات الطلبة وقدراتهم.

في النهاية، نامل أن تحمل الايام القادمة مراجعة حقيقية وشجاعة لمنظومة التقييم والامتحانات في الأردن،لأن مستقبل الطلبة لا يحتمل مزيداً من التجارب الفاشلة.