بعد عامين داميين، وضعت الحرب أخيراً أوزارها في قطاع غزة، وطوت معها صفحة فاصلة في التاريخ وفاصلة كذلك في المواقف.

لم يكن القتال حكراً على الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل اختار آخرون النضال بطرق شتى، ووقف المئات من فنانين وكتاب ومنتجين إلى جانب غزة.

وبينما طالب العديد منهم، من خلال حملات ضغط وتصريحات، بوقف آلة الحرب الإسرائيلية من 'موقف إنساني'، مثل فنانون آخرون صوتًا مختلفًا وأكثر قوة، إذ أصبحوا بمواقفهم وجهاً لغزة خارج حدودها.

جون كيوزاك

لم يكن موقف الممثل والكاتب الأمريكي جون كيوزاك عفوياً، ولا نابعاً من لحظة تاريخية عابرة أو رغبة في رسم 'صورة إنسانية'، بل كان موقفه صارخاً، وشكل، خارج مضماره الفني، خطاً سياسياً مستقلاً، غير آبه بهوليوود وآلتها الإعلامية.

فهجوم 7 أكتوبر لم يكن السبب وراء موقف كيوزاك من القضية الفلسطينية، إذ لطالما كان موقفه السياسي في صفها. لكن حرب غزة أشعلت فتيل حملة جديدة لدى هذا الممثل الأمريكي، الذي لم تهدأ حساباته على مواقع التواصل طوال عامين في الدفاع عن القطاع الفلسطيني. وحتى بعد الاتفاق، واصل كيوزاك انتقاد إسرائيل والهجوم عليها.

فرقتا 'ني كاب' و'بوبي فيلان'

من أبرز الأصوات الصارخة لمصلحة القضية الفلسطينية، اختارت فرقة 'ني كاب' وفرقة مغني الراب بوب فيلان موقفاً سياسياً صريحاً.

ولم تأبه 'ني كاب' ولا 'بوب فيلان' لغضب بريطانيا وأمريكا، فقد هتفوا للقضية الفلسطينية ورفعوا العلم الفلسطيني على خشبة المسرح في مهرجان غلاستونبري 2025، مطالبين علناً بـ'الموت للجيش الإسرائيلي'.

واتُخذت إجراءات بحق المغني بوب فيلان، إذ فتحت الشرطة البريطانية تحقيقاً معه، بينما ألغت الولايات المتحدة تأشيرته.

كما واجهت فرقة 'ني كاب' الأيرلندية إجراءات دولية قاسية، بعد حظر تأشيرة الفرقة في عدة دول، ووجّهت اتهامات للمغني الرئيس ليام أوهانا، المعروف باسم مو شارا، بدعم الإرهاب، بزعم عرض علم حزب الله خلال عرض في لندن نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ورغم المحاكمة والإجراءات القسرية، لم تأبه الفرقة الأيرلندية وأصرت على موقفها الداعم لغزة وفلسطين.

مارك روفالو

الممثل الأمريكي مارك روفالو كان صوتًا آخر رفض الصمت طوال عامين، ومن وعي سياسي كامل. لم يكترث لأي انتقادات أو ضغوط من هوليوود، فوجّه سهامه نحو الرئيس دونالد ترامب وسياسات بلاده وحتى الدول الأوروبية، ولطالما اتسم نقده بالشدة، مدينًا بشكل صارخ كل ما تفعله إسرائيل.

لم يتردد روفالو في موقفه الداعم لفلسطين، إذ اتخذه منذ هجوم 7 أكتوبر، وشارك في كل مناسبة ممكنة لدعم غزة، بما في ذلك حملات إلكترونية تطالب بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل، كما كان يعيد نشر الانتهاكات ضد الفلسطينيين عبر حساباته. بل وصل به الأمر إلى الاتصال بالبيت الأبيض وطلب إيصال رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب بضرورة وقف تسليح إسرائيل ووقف ما أسماه الإبادة الجماعية.

خافيير بارديم وخواكين فينيكس

منذ اندلاع حرب غزة، اتخذ الفنانان الإسباني خافيير بارديم والأمريكي خواكين فينيكس موقفاً واضحاً ضد إسرائيل، وانتقداها في كل حدث وفعالية، وشاركا في كل حملة لدعم فلسطين.

واختار بارديم السجادة الحمراء للتعبير عن نضاله بطريقته الخاصة، مرتدياً الكوفية الفلسطينية، بينما دعم فينيكس إلى جانب الممثل براد بيت فيلماً فلسطينياً.

ريتشارد جير وسوزان سارندون

موقف النجمين الأمريكيين ريتشارد جير وسوزان سارندون ليس غريباً عن القضية الفلسطينية، فهو ليس وليد اللحظة، وإنما نابع عن وعي سياسي وحقوقي. لذا لم يتردد أي منهما في دعم غزة في حربها ضد إسرائيل.

وبطريقته الخاصة، قرر جير لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية، فاختار في إحدى المرات التضامن مع غزة بقراءة قصيدة محمود درويش 'فكر بغيرك'، لتسليط الضوء على هذه القضية التاريخية.

جاكوب بيرغر وفنانون يهود

مواقف لا تُنسى للممثل اليهودي الأمريكي جاكوب بيرغر، الذي تضامن صراحة مع فلسطين ضد إسرائيل، وشارك في مظاهرات واحتجاجات لدعم غزة، واشتهر طوال الحرب بارتدائه الكوفية.

لم يتوقف بيرغر عند هذا الحد، بل أيّد بشكل صارخ كل موقف عربي، وأعرب عن إعجابه بالمسلمين، واشتهر أيضًا برقص 'الدبكة' احتفالاً بضرب إيران لإسرائيل خلال حرب الـ12 يوماً.

وللممثلين اليهود مواقف متباينة، فمنهم من اتخذ موقفًا طبيعيًا مع إسرائيل، ومنهم من اختار جانبًا آخر غير آبه، مثل الممثل اليهودي الشهير داستن هوفمان، وممثل 'سبايدر مان' اليهودي أندرو غارفيلد، اللذين كانا من بين المطالبين بوقف الحرب على غزة.

ومن أبرز الفنانين اليهود، الذين طالبوا بوقف إبادة غزة، الفنانة والكاتبة إيلانا غليزر، التي اتصلت بالبيت الأبيض، وطالبتهم بوقف الإبادة الجماعية.