عمان – السوسنة – هبه الربيع – التقرير المصور – مؤمن السرابيل - في محاولة لاستكشاف طموحات الشباب العربي في الأردن، طرحت صحيفة 'السوسنة' سؤالاً بسيطاً لكنه عميق في دلالاته: ماذا ستفعل لو حصلت على مليون دينار فجأة؟ وهل ستحقق أحلامك؟ السؤال الذي بدا في ظاهره مادياً، أماط اللثام عن مشاعر دفينة، وطموحات مؤجلة، وأحلام كبيرة اصطدمت طويلاً بجدار الواقع.

جاءت إجابات الشباب متفاوتة، لكنها التقت في جوهرها على الأمل بالتحرر من ضغوط الحياة والبدء من جديد. أحد الشباب قال إنه سيبني بيتاً ويتزوج، واضعاً الاستقرار الأسري في مقدمة أحلامه. آخر أكد أنه سيعود إلى بلده اليمن ليبدأ 'حياة سعيدة' بعيداً عن الغربة وضغوط اللجوء أو الشتات.

من جهة أخرى، برزت أصوات حملت طابعاً إنسانياً، حيث عبّر شاب مصري عن رغبته في تخصيص المبلغ لمساعدة المحتاجين. شاب أردني آخر أبدى رغبته في تقديم العون لأهالي غزة، في إشارة إلى وعي جيلٍ لا تفصله الحدود عن قضايا أمته الكبرى.

أجوبة الشباب عكست بوضوح كيف أن الأحلام في العالم العربي غالباً ما تُحاصر بالبطالة، وتُخنق بالأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتُقيّد بعدم الاستقرار الأمني والسياسي في العديد من دول المنطقة. مليون دينار – في نظر هؤلاء الشباب – لم تكن فقط مبلغاً مالياً، بل تذكرة عبور نحو حياة كريمة، وطريقاً للخروج من دوامة الإحباط.

استطلاع 'السوسنة' سلّط الضوء على كمّ هائل من الطاقات المعطّلة لدى الشباب العربي، الذين لا تنقصهم الأحلام ولا الطموح، بل تنقصهم الفرص. فماذا لو تحوّل هذا السؤال الافتراضي إلى مبادرة حقيقية تُعنى بدعم المشاريع الريادية، أو توفير منح مادية للشباب الأكثر طموحاً؟

الأمل ما زال حياً في قلوب هؤلاء، ينتظر فقط من ينفض الغبار عنه.