تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط في تعاملات اليوم الخميس في ظل المخاوف من زيادة العرض على الطلب في السوق نتيجة خطط تجمع أوبك+ للدول المصدرة للنفط لزيادة إنتاجها اعتبارا من الشهر المقبل، إلى جانب المخاوف من الآثار بعيدة المدى للإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة والذي دخل يومه الثاني اليوم.

وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بمقدار 23ر1 دولارا أي بنسبة 99ر1% إلى 55ر60 دولارا للبرميل تسليم نوفمبر الثاني المقبل.

يأتي ذلك في حين أشارت تقارير مؤخرا إلى اعتزام دول أوبك+ الموافقة على زيادة جديدة للإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميا اعتبارا من مطلع الشهر المقبل، خلال اجتماعها المقرر الأحد المقبل.

في الوقت نفسه أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس ارتفاع مخزون النفط الخام خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر الماضي بواقع 8ر1 ألف برميل، بعد تراجعه في الأسبوع السابق بمقدار 600 ألف برميل، في حين كان المحللون قد توقعوا ارتفاعا بمقدار 5ر1 مليون برميل. كما ارتفع مخزون البنزين بواقع 125ر4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ليصبح في حدود متوسط المخزون خلال السنوات الخمس الماضية. كما ارتفع مخزون الديزل (السولار) بمقدار 578 ألف برميل، ووقود التدفئة بمقدار 187 ألف برميل خلال الأسبوع نفسه.

وعلى الصعيد الجيوسياسي شهدت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تصاعدا في حدة التوتر، حيث اتهمت أوكرانيا القوات الروسية باستهداف محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، إلا أن أوكرانيا تمكنت من إعادة تشغيلها.

من جهة أخرى، تدرس الولايات المتحدة طلب أوكرانيا لتزويدها بصواريخ توماهوك.

وفي سياق متصل، اتفق ممثلو دول مجموعة السبع بريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان والولايات المتحدة على استهداف الدول التي تواصل شراء النفط الروسي أو تسهل عمليات التحايل على العقوبات الغربية على موسكو، وذلك في محاولة لزيادة الضغط على روسيا لوقف الحرب.

ومع دعوة الولايات المتحدة لحلف الناتو لمشاركة المعلومات الاستخباراتية حول الأهداف بعيدة المدى داخل روسيا، يخشى تجار النفط من أن التدخل الأمريكي قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع واضطراب إمدادات النفط الروسي.

يبدو أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، يخطط لزيادة طاقته الإنتاجية من النفط إلى 5.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام، مقارنةً بالإنتاج الحالي البالغ 4.4 مليون برميل يومياً. وبعد توقف دام منذ مارس/آذار 2023، أعاد العراق يوم السبت بدء تصدير النفط الخام من إقليم كردستان شبه المستقل إلى تركيا عبر خط أنابيب العراق-تركيا، وذلك بموجب اتفاقية ثلاثية بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وشركات إنتاج النفط في الإقليم، والتي تسمح بتصدير ما بين 180 ألف و190 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى ميناء جيهان التركي.

وتدعم الولايات المتحدة الاتفاق الذي يسمح بتصدير ما يصل إلى 230 ألف برميل من النفط الخام يوميا إلى الأسواق العالمية، في الوقت الذي تسعى فيه أوبك لزيادة حصتها في السوق.

وفي الولايات المتحدة، دخل إغلاق الحكومة الفيدرالية يومه الثاني، ومن المتوقع تأجيل إصدار التقارير الرئيسية التي يعتمد عليها مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي في اتخاذ قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية.

ومع ذلك، يتوقع المستثمرون خفضا في سعر الفائدة مرتين هذا العام ومرة ​​أخرى في العام المقبل، نظرا لارتفاع معدل البطالة، بالإضافة إلى البيانات الضعيفة الصادرة أمس بشأن عدد الوظائف في القطاع الخاص.