هل تجدين نفسكِ تنسين الأسماء بعد دقائق من سماعها؟.. تضعين هاتفكِ أو مفاتيحكِ في أماكن عشوائية، ثم تمضين وقتاً في البحث عنها؟.. أو ربما تنسين موعداً مهماً؛ لأنكِ حجزتِ غيره في التوقيت نفسه؟.. لا تقلقي، فهذا لا يعني أن ذاكرتكِ ضعيفة، أو أن هناك مشكلة في قدراتكِ الذهنية، بحسب زهرة الخليج.

في الحقيقة، ما تحتاجينه هو فقط بعض التمارين الذكية، التي تساعد دماغكِ على تخزين المعلومات بشكل أفضل. صحتكِ الذهنية لا تقلّ أهمية عن عنايتكِ بجمالكِ أو لياقتكِ الجسدية؛ لذا خصّصي لها وقتاً، ولو دقائق، والنتائج ستفاجئكِ. فهذه التمارين بسيطة، ولا تتطلب أكثر من لحظات يومية صغيرة.. إليكِ 4 خطوات فعّالة؛ لتقوية الذاكرة، وتحسين التركيز:

1- لا تتسرّعي في استقبال المعلومات:

نسيان الأسماء أو التعليمات لا يعني دائماً وجود خلل في الذاكرة، بل غالباً لأننا لم نمنح تلك المعلومة الوقت الكافي لتُخزّن في الدماغ. في المرة القادمة التي تتعرّفين فيها إلى شخص جديد، خذي ثواني معدودة لتكرار اسمه في ذهنكِ، أو تخيّلي اسمه مكتوباً على جبينه. نعم، فبهذه الطريقة البصرية البسيطة، تُعلّمين عقلكِ أن «هذه المعلومة مهمّة»، ما يساعد على حفظها في الذاكرة طويلة المدى.

2- العقل يحتاج إلى مساحة للتنفّس:

الضغط المستمر، والعمل المتواصل، وحتى محاولات إنجاز «كل شيء» قد تبدو بطولية، لكنها تؤدي في الواقع إلى إرهاق ذهني غير ملحوظ يُعرف بـ«الاحتراق الذهني». أنتِ لا تحتاجين إلى عطلة طويلة لتستعيدي نشاطكِ، بل يمكن للاسترخاء أن يبدأ بخطوات بسيطة خلال يومكِ. مارسي التأمّل أو تمارين التنفّس لعدّة دقائق، وأغلقي هاتفكِ قبل النوم، وبدّليه بالقراءة أو الكتابة. وحوّلي روتين العناية ببشرتكِ إلى لحظة صفاء ذهني. أو تمدّدي، أو جرّبي وضعيّات خفيفة لليوغا. وامشي قليلًا في الهواء الطلق.. كل هذه الفواصل الصغيرة ليست ترفًا، بل ضرورة لصحة دماغكِ.

3- لا تساومي على النوم.. الراحة تُرسّخ الذكريات:

النوم ليس فقط وقتاً للراحة الجسدية، بل هو وقت حيوي لعمل الدماغ. أثناء النوم، يُعيد العقل ترتيب المعلومات، التي تعلّمها، ويقوّي الروابط بينها، ما يساعدكِ على التذكّر لاحقاً. إذا كان لديكِ موعد مهم في اليوم التالي، مثل: مقابلة عمل، أو اختبار، أو عرض تقديمي، فاحرصي على نومٍ جيد تلك الليلة، ولا تهملي النوم أيضاً بعد الحدث، لأن الدماغ يحتاج إلى الراحة؛ لترسيخ ما اكتسبه من معرفة ومهارات.

4- اربطي المعلومات بالمشاعر.. العاطفة مفتاح الحفظ:

دماغكِ لا يحب المعلومات الجافة؛ فالأرقام العشوائية، أو كلمات المرور، أو التفاصيل المحايدة، يصعب عليه الاحتفاظ بها. لكن حين تُربط المعلومة بمشاعر (ضحك، أو دهشة، أو خوف، أو فرح) تصبح أكثر رسوخاً. لذلك، إن أردتِ حفظ معلومة مملّة (مثل رقم أو كلمة مرور) فجرّبي هذه الطرق: اربطيها بجملة طريفة، أو تخيّلي مشهداً غريباً يحتوي هذه الأرقام، أو اصنعي قصة خيالية قصيرة تدور حولها. فكلّما زادت العاطفة أو الطرافة، زادت فرصة تذكّركِ لها.