اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
كشفت دراسة صينية حديثة أن الشعور بالوحدة قد يُسهم في زيادة خطر فقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الصحية أو الوراثية المعروفة، في تطور يُسلّط الضوء على الأبعاد النفسية والاجتماعية المرتبطة بالصحة السمعية.
وأجريت الدراسة بقيادة باحثين من جامعة تيانجين، ونُشرت نتائجها في دورية Health Data Science، حيث استخدم الفريق بيانات لأكثر من 491 ألف مشارك تمت متابعتهم على مدى متوسط بلغ 12.3 عاماً، وقد تم قياس شعور الأفراد بالوحدة في بداية الدراسة من خلال تقييم ذاتي، بينما جرى تحديد حالات فقدان السمع لاحقًا بالاعتماد على السجلات الصحية الإلكترونية.
ووفقاً للنتائج، فإن الأفراد الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بنسبة 24% مقارنة بغيرهم، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر، الجنس، الحالة الاجتماعية، الأنماط الصحية، الأمراض المصاحبة، العزلة الاجتماعية، الاكتئاب، واستخدام أدوية تؤثر على السمع.
وأشار الباحثون إلى أن العلاقة كانت أكثر وضوحًا في حالات فقدان السمع الحسّي العصبي، وهو النوع المرتبط بتلف في القوقعة أو الأعصاب السمعية، كما لوحظ أن النساء أكثر تأثراً بهذه العلاقة من الرجال.
ورغم أن الاستعداد الوراثي كان عاملاً في زيادة احتمالات الإصابة، فإن تأثير الوحدة بقي واضحًا ومستقلاً، ما يرجّح وجود آليات نفسية وبيولوجية أخرى تلعب دورًا. وتشمل هذه الآليات: الالتهابات المرتبطة بالوحدة، التوتر المزمن، ضغط الدم المرتفع، ضعف النوم، والعادات غير الصحية كقلة النشاط البدني وسوء التغذية والتدخين.
وأكد الفريق البحثي أن هذه النتائج تعزز أهمية التعامل مع الوحدة بوصفها قضية صحية عامة، وليست فقط حالة نفسية، مشيرين إلى أن إدماج البرامج الاجتماعية والنفسية ضمن استراتيجيات الوقاية من فقدان السمع قد يفتح آفاقًا جديدة في الرعاية الصحية المتكاملة.