اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
طه العاني - الخليج أونلاين
متى يبدأ السفر بلا تأشيرة بين السعودية وروسيا؟
من المتوقع في فبراير 2026.
ما مدة الإقامة المسموح بها ضمن الاتفاق؟
تصل إلى 90 يوماً في السنة، متصلة أو متقطعة.
تتجه السعودية وروسيا إلى فتح مسار جديد من التعاون عبر اتفاق متبادل لإلغاء التأشيرات بين البلدين، في خطوة تعزز حرية التنقل وتدعم السياحة ورحلات الأعمال دون قيود إجرائية معقدة.
ويأتي هذا التطور ضمن توجه أوسع لتوسيع الشراكات الدولية وتنويع قنوات الانفتاح الاقتصادي، في وقت تراهن فيه العاصمتان على تنشيط الحركة السياحية وتوسيع الاستثمارات المشتركة.
إعفاء متبادل
وفي هذا السياق، بدأت خطوات الاتفاق تأخذ بُعداً رسمياً من خلال سلسلة تفاهمات رسمية روسية أكدت أن ملف الإعفاء المتبادل للتأشيرات دخل مساراً عملياً وواضحاً.
فقد وقعت المملكة وروسيا، الاثنين (1 ديسمبر)، اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، وذلك على هامش منتدى الاستثمار والأعمال السعودي الروسي المنعقد في الرياض، بحضور وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
ووقع الاتفاقية وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، في خطوة تمنح مواطني البلدين إمكانية السفر دون تأشيرة لجميع أنواع الجوازات؛ الدبلوماسية منها والخاصة والعادية.
وتتيح الاتفاقية الدخول لأغراض الزيارة، سواء السياحة أو الأعمال أو زيارة الأقارب والأصدقاء، على أن يُسمح بالإقامة لمدة 90 يوماً، متصلة أو متفرقة، خلال السنة الميلادية الواحدة.
وتعد روسيا أول دولة توقع معها المملكة اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات تشمل حاملي جوازات السفر العادية، بحسب ما تشير وزارة الخارجية السعودية.
وتشير وثيقة روسية منشورة في 7 أكتوبر 2025 إلى هدف أوسع يتمثل في زيادة عدد الرحلات السياحية الوافدة إلى روسيا بمقدار 11 مليون رحلة، وصولاً إلى 16 مليون رحلة بحلول عام 2030، وهو سياق يضع السعودية ضمن مجموعة الدول التي تسعى موسكو لرفع حجم التبادل السياحي معها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرّح في يوليو الماضي بأن الاتفاقية مع السعودية في 'مراحلها النهائية من الإعداد'، في تأكيد يعكس التزام موسكو بتسريع ملف تسهيل السفر.
انعكاسات إيجابية
ويعد قرار إلغاء التأشيرات بين أي دولتين مؤشراً قوياً على متانة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقة المتبادلة. ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح عريبي العبيدي إن هذا الإجراء يعكس مرحلة متقدمة من التعاون، كما هو الحال بين السعودية وروسيا اليوم بعد الاتفاق على إلغاء التأشيرة.
ويضيف العبيدي لـ'الخليج أونلاين' أن لهذا القرار أثراً كبيراً في عدة مجالات، على رأسها السياحة، حيث يساهم إلغاء التأشيرة في إزالة الحواجز الإدارية وتسهيل الوصول بين البلدين، ويتيح للمواطنين ورجال الأعمال والطلاب التخطيط بسهولة أكبر، ويزيد من فرص زيارة الأصدقاء والسياحة والدراسة الأكاديمية.
ويلفت إلى أن إلغاء التأشيرة يعزز حجم السياح الفعلي، خصوصاً مع ما تمتلكه روسيا والسعودية من مؤهلات سياحية كبيرة، إذ سيساهم القرار في زيادة عدد الرحلات الجوية وربطها بمجموعة من الخدمات المتعلقة بقطاع النقل، ما يجعل حركة السفر أسرع وأكثر انتظاماً.
ويرى أن القرار يخدم مصالح الطرفين على صعيد السياحة والاستثمارات على حد سواء، مؤكداً أن التسهيلات ستعزز فرص الاستثمار، حيث يمكن لرجال الأعمال الاطلاع على الفرص، ومتابعة المشاريع، وعقد الاجتماعات واللقاءات، وإجراء الدراسات والبحوث بسهولة أكبر.
ويعتقد أن إلغاء التأشيرة يقلل من التكاليف الإدارية والوقت المستغرق في الانتقال بين الدولتين، ما يسهم في تسريع توقيع الاتفاقيات ويخلق بيئة أكثر ملاءمة للاستثمار المشترك، ويتيح للشركات السعودية والروسية توسيع مشاريعها وتعزيز التعاون الثنائي.
وأشار العبيدي أيضاً إلى أن القطاعات الأكثر استفادة ستكون السياحة أولاً، حيث تمتلك المملكة وروسيا مؤهلات كبيرة، بما في ذلك زيارة الأراضي المقدسة والسياحة الترفيهية والثقافية، ما ينعكس مباشرة على الفنادق ووكالات السفر والجولات السياحية والأسواق.
كما إلى أن قطاع النقل والطيران سيشهد حركة متزايدة، بما يشمل شركات الطيران والمطارات وخدمات النقل، إلى جانب قطاع المؤتمرات والمعارض الذي سيستفيد من زيادة عقد اللقاءات والفعاليات، بما يعزز الخدمات الفندقية والضيافة المرتبطة بذلك.
ويبين أن القطاعات الأخرى المستفيدة تشمل مشاريع الطاقة والبنية التحتية، إضافة إلى قطاع التعليم الذي يستفيد من التبادل الأكاديمي للطلاب في الجامعات الروسية، وقطاع الرعاية الصحية، وقطاع التكنولوجيا والابتكار الذي سيتيح تبادل الخبرات والتجارب بين الطرفين.
ويردف أن كل هذه التحركات ستعزز النشاط التجاري والأسواق، وتقوي العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا، لتكون بيئة التعاون أكثر أماناً وفعالية، وتفتح آفاقاً واسعة للشركات والمستثمرين من كلا الطرفين.
سفر بلا قيود
يمضي الاتفاق المتبادل لإلغاء التأشيرات بين السعودية وروسيا نحو التنفيذ العملي، مع تحديد الإطار الزمني لسريانه ووضوح شروط الإقامة ونطاق الإعفاء، في خطوة تعزز حرية التنقل وتوسع فرص السياحة والاستثمار.
ووفق وكالة الأنباء السعودية، فإن الاتفاقية تهدف إلى تسهيل إجراءات التنقل بين البلدين وتعزيز الزيارات المتبادلة، بما يدعم التعاون السياحي والاقتصادي والثقافي، ويرفع مستوى الشراكات الثنائية بين الرياض وموسكو.
وأوضحت أن الإعفاء لا يشمل الدخول لأغراض العمل أو الدراسة أو الإقامة أو أداء الحج، إذ يجب الحصول على التأشيرات المخصصة لتلك الفئات وفق الأنظمة المعمول بها في السعودية.
ويأتي القرار في ظل نمو قياسي في حركة السفر المتبادل؛ فقد ارتفع عدد الزوار السعوديين إلى روسيا في 2024 إلى 52.4 ألف سائح، مقارنة بنحو 9,300 زائر في 2023، فيما استقبلت المملكة أكثر من 36 ألف زائر روسي خلال الفترة نفسها، ما يعكس اتجاهاً تصاعدياً في التبادل السياحي.
ولا يتوقف التعاون عند الجانب السياحي فقط، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.8 مليارات دولار في 2024، بزيادة تجاوزت 60% عن العام السابق.
فيما تعمل الرياض وموسكو على توسيع الشراكة في 11 قطاعاً اقتصادياً تشمل الطاقة والبتروكيماويات والزراعة، بهدف رفع مستوى التعاون وجذب استثمارات مشتركة خلال المرحلة المقبلة.










































