رم - دعاء الموسى

بعد ترقب طويل كشفت إدارة نادي الحسين إربد عن الهوية الرقمية الجديدة للنادي، والتي شملت تغيير الشعار الرسمي في حفل أقيم مساء أمس وسط حضور إعلامي وجماهيري لافت.

لكن ما كان من المفترض أن يكون لحظة احتفال ووحدة، تحول إلى مساحة انقسام بين جماهير “الأصفر”، بين مؤيد لفكرة التغيير والتجديد، ومعارض لما وصفوه بـ”التخلي عن الثوابت”.

الشعار الجديد حمل في طياته طابعًا عصريًا وضم عام التأسيس مع حرف “H” الذي يمثل النادي، بتصميم يُحاكي مفاهيم الرقمنة والحداثة، كما هو الحال في عدد من الأندية العالمية.

هذه الفئة من الجماهير رأت في الخطوة قفزة نحو المستقبل واحترافية تليق بتاريخ الحسين إربد وأنها تشكل نقلة نوعية على صعيد الهوية البصرية.

لكن في المقابل لم يخفي آخرون خيبة أملهم 'كما وصفوها' معتبرين أن التصميم الجديد أغفل رموزًا أساسية تمثل عمق النادي وتاريخه، وعلى رأسها الاسم الكامل للنادي المرتبط بالشخصية الهاشمية “الحسين طيب الله ثراه”، وهو ما يرونه قيمة ثابتة لا يجوز إزالتها أو التعديل عليها، فضلًا عن غياب أي إشارة لمدينة “إربد” التي تشكّل جزءًا لا يتجزأ من كيان النادي وانتمائه.

وأكدوا على أنهم كانوا بانتظار شعار يُشبه الحسين، يعبر عن تاريخه وروحه، لا مجرد لمسة عصرية تنسج بيعدًا عن وجدان الجماهير.

في المقابل شدد رئيس نادي الحسين إربدعامر أبو عبيد في فيديو مصور بعد الكشف عن الهوية الرقمية الجديدة للنادي، على أن “الشعار الجديد هو نتاج عمل احترافي دام لعام كامل، وجاء ليشكل حجر الأساس في استراتيجية النادي المستقبلية، بما يتناسب مع تطلعات العصر وطموحات النادي المتعددة.”

وفي ظل هذا الجدل، يبقى الشعار الجديد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الإدارة على خلق توازن بين الحداثة والهوية، بين ما تراه خطوة إلى الأمام، وما تراه الجماهير خطوة للخلف.

وبين هوية ترسم على الورق، وأخرى محفورة في القلب.. يبقى التحدي الحقيقي أمام إدارة الحسين في ترسيخ رؤية ترضي الطموح دون التفريط بالثوابت!!