كييف- أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس 3 يوليو 2025، لدى لقائه قادة الاتحاد الأوروبي في الدنمارك أن الشكوك حيال المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا تفاقم الحاجة إلى تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد قرار واشنطن تعليق شحنات بعض الأسلحة لكييف.

وقال زيلينسكي على هامش اجتماعات عقدها مع قادة الدنمارك والاتحاد الأوروبي في آرهوس بمناسبة تولي كوبنهاغن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر 'عندما تكون هناك شكوك بشأن استمرارية الدعم الأميركي لأوروبا، يكتسب تعزيز تعاوننا وتنسيقنا عبر الاتحاد الأوروبي والناتو أهمية أكبر'.

وفي وقت سابق الخميس، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن القرار الأميركي يعد بمثابة 'رسالة واضحة لتكثيف الدعم الذي نقدّمه وتعزيز إمكاناتنا الدفاعية الأوروبية، ليس على مستوى الاتحاد الأوروبي فحسب، بل كذلك على مستوى القارة'.

وعقدت فون دير لايين الخميس محادثات في آرهوس مع زيلينسكي ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.

وأكدت كييف أنه يتم التحضير لاتصال بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجري الجمعة على الأرجح.

في الأثناء، جرى اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أبلغ خلاله الأخير سيد البيت الأبيض بأن موسكو 'لن تتخلى عن أهدافها' في أوكرانيا، مع ابدائه الاستعداد لمواصلة المفاوضات مع كييف.

من جانبه، أكد زيلينسكي قبيل الاتصال أن كييف لطالما 'دعمت منذ البداية فكرة الرئيس ترامب بشأن وقف غير مشروط لإطلاق النار'.

أما رئيسة الوزراء الدنماركية، فأكدت على أهمية تعزيز الأمن الأوروبي.

وقالت 'لا أرى أي مؤشر hلى رغبة بوتين بالسلام ولا أثق للحظة واحدة بأن بوتين ينوي وقف (حربه) في أوكرانيا. لذا، علينا أن نضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن'.

كثّفت روسيا ضرباتها في غياب أي تقدّم باتّجاه حل النزاع فيما عطّلت التحرّكات الأميركية بشكل كبير إمكانات كييف التي اعتمدت على الدعم الغربي منذ بدأ الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

وقالت فريدريكسن إن 'أوكرانيا ضرورية بالنسبة لأمن أوروبا. مساهمتنا لأوكرانيا تشكّل أيضا حماية لحريتنا'.

وتعهّدت الضغط من أجل ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أثناء رئاسة بلادها للتكتل.

وقالت إن 'أوكرانيا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي. يصب الأمر في مصلحة الدنمارك وأوروبا على حد سواء. لذا، فإن الرئاسة الدنماركية للاتحاد الأوروبي ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا على المضي في طريقها باتّجاه عضوية الاتحاد الأوروبي'.

أطلقت أوكرانيا مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب الغزو الروسي عام 2022، لكن المشروع تعطّل بسبب معارضة المجر.

وقال زيلينسكي الخميس على منصة 'إكس' إنه مستعد لفتح فصول الانضمام مع الاتحاد الأوروبي 'إلا أن عقبات سياسية محضة ما زالت قائمة'.

- 'خلف الكواليس' -

وقالت الوزيرة الدنماركية المسؤولة عن الشؤون الأوروبية ماري بيير للصحافيين في وقت سابق الخميس إن مسعى أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي 'في غاية الأهمية بالنسبة لنا'.

وأضافت 'ما زالنا نحاول وضع حد للمقاومة المجرية' للخطوة.

اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن من شأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أن 'يخرّب' التكتل المكوّن من 27 دولة. وجمّدت المجر عملية انضمام كييف، مستفيدة من حق الفيتو.

من جانبها، أعربت أوكرانيا عن أملها في إمكان إقناع بودابست متحدثة عن عمل مكثّف يجري 'خلف الكواليس'.

وأوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساعي البلاد للانضمام إلى حلف شمال الاطلسي.

ولدى وصوله إلى الدنمارك، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا وقّعت اتفاقا مع شركة 'سويفت بيت' الأميركية لإنتاج المسيّرات للجيش الأوكراني.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة 'إكس' إن الشركة 'تتوقع إنتاج مئات آلاف المسيرات هذا العام وحده، مع إمكان زيادة الإنتاج بشكل كبير خلال العام المقبل'.