من خلال متابعة ما يُكتب في الإعلام العربي والدولي حول الشأن الجنوبي، توقفت أمام قراءة مميزة نشرها الكاتب السعودي صالح العمار، تناول فيها أداء المجلس الانتقالي الجنوبي وشخصية رئيسه عيدروس قاسم الزبيدي، مقدماً رؤية متوازنة تستحق الإضاءة.

العمار، رغم تأكيده بأنه ليس جنوبياً، وضع مقاربة عقلانية مفادها أن أي كيان سياسي—مهما بلغ تنظيمه وقوته—لا يخلو من الهفوات البشرية، وأن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس استثناءً، خصوصاً في ظل التحديات القاسية التي واجهت الجنوب طيلة السنوات الماضية.

ومع ذلك، يبقى—بحسب العمار—التركيز على شخصية الرئيس عيدروس الزبيدي أمراً محورياً، باعتباره واحداً من أبرز رموز النضال الجنوبي، وركيزة ثقة تلهم الملايين. فالرجل، بما يمثله من صبر وحكمة وشجاعة، استطاع أن يقود المجلس نحو حضور سياسي واسع مدعوم خليجياً، خصوصاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشار العمار إلى أن انضمام الزبيدي لمجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022 كنائب للرئيس منح الجنوب صوتاً أقوى في المفاوضات، بينما جاءت إعادة تشكيل هيئة رئاسة المجلس في 2023 خطوة لتعزيز الكفاءات، تلتها قرارات 2024 المتعلقة بتعيين رؤساء لجان المستشارين بما يعزز الحوكمة داخل مؤسسات المجلس.

وأضاف العمار أنه في العام 2025 برزت مشاركة الزبيدي في اجتماعات موسعة مع القادة العسكريين، إلى جانب حضوره في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدّم خطاباً أمام مجلس الأمن أكد فيه عدالة قضية الجنوب وحق شعبه في تقرير مصيره. وهي محطة دبلوماسية اعتبرها العمار دفعة قوية للحضور الجنوبي على الساحة الدولية.

وشدّد العمار على أن الزبيدي ليس قائداً عسكرياً فحسب، بل رمزاً للصمود، وأن الهفوات التي تُنسب للمجلس تُعد جزءاً من الطبيعة البشرية، لكن الرؤية الثابتة للرئيس نحو مستقبل الجنوب تجعل المجلس قادراً على تجاوز أي عقبات. وختم عبارته الشهيرة:

'لست مسؤولاً عن من يسيء الفهم، فأنا لست وكيل آدم على ذريته.'

ويبرز الاهتمام المتزايد من الإعلام العربي والدولي، وكذلك الإقليمي، بدور الرئيس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي، كدليل على النجاح والقدرة على إدارة الملفات المعقّدة، وصناعة الفارق، وترسيخ الاستقرار، ما يجعل حضور الجنوب اليوم فاعلاً ويفرض نفسه بثقة واستحقاق.