بعد ثواني على شن عدوان جديد على ايران، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، لإعلان تدمير البرنامج النووي الإيراني نهائيا ، وبدون تقييم للنتائج أصلا،  فهل نجح ترامب بتحقيق نصر كما يزعم؟

خاص – الخبر اليمني:

في غمرة الفوضى الإسرائيلية والتضليل الدبلوماسي الأمريكي ، تسللت أمريكا بسبع قاذفات استراتيجية نقلتها إلى المحيط الهادي قبل ان تمرره عبر المتوسط في عملية تحليق استمرت لنحو 37 ساعة، وفق تقرير نيويورك تايمز، والهدف تضليل ايران كما يقول  رئيس الأركان المشتركة للقوات الامريكية.

تركز الهجوم الأمريكي بالقاذفات الامريكية على منشاة فوردو التي يطالب الاحتلال بقصفها، وقد القت القاذفات حمولتها من المتفجرات بزنة 30 الف طن ، وفق تقارير أمريكية، جميعها تركزت على مداخل للمنشاة الأكثر تحصينا تحت الأرض  والتي تقع على بعد نحو 100 متر، بينما اكتفت أمريكا باستهداف منشاتي نطنز واصفهان بقرابة 20 صاروخ توماهوك اطلقت من بوارج حربية بالمتوسط.

فعليا، استخدمت أمريكا قنابلها من هذا النوع في اليمن خلال ذروة الموجهات الأخيرة  التي دشنها ترامب واستجلب لأجلها قاذفاتي بي – 2 الخاصة بإلقاء هذه القنابل إلى المحيط الهندي،  لكن النتائج رغم ضراوة الضربات لم تكن حتى جيدة وقد عجزت عن تدمير ابسط المخازن السطحية للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.

وبغض النظر عن التحليل ، تؤكد الوثائق الامريكية أصلا بأن إمكانية تدمير البرنامج النووي الإيراني، وفق رواية ترامب، تبدو شبه مستحيلة، فوكالة ناسا الخاصة بالفضاء نشرت  صورا لرتل من الشاحنات الإيرانية يصطف عند بوابة فوردو قبل أيام في تأكيد للحديث الإيراني عن نقل كافة المخزون الاستراتيجية وأجهزة التخصيب والطرد المركزي قبل الهجوم الأمريكي ، بينما تستبعد صحيفة 'نيويورك تايمز' ان تكون أمريكا قد نجحت عبر صواريخ توماهوك بضرب المنشآت النووية الأخرى في اصفان ونطنز نظرا لانهما تتمتعان بذات التحصين لمفاعل 'فوردوا' الواقع تحت الأرض.

وعلى الواقع، يبدو مفاعل 'فوردوا' واحد من نحو 12 عشر مفاعلا نوويا حول ايران ابرزها بوشهر الذي تديره روسيا ولم تستطيع إسرائيل وامريكا الاقتراب منه نظرا لوجود خبراء روس، كما تحدث الرئيس الروسي في وقت سابق،  إضافة إلى مصنع اردكان،  ومفاعل قم،  ومفاعل اراك،  ومنجم ساعند لليورانيوم،  ناهيك عن جيهان وخوزستان وموقع بارشين ،  إلى  جانب منشاة اناراك وعشرات المواقع السرية التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشكو عدم قدرتها على الوصول عليها.

قد تكون أمريكا استهدفت واحدة من المنشآت التي تثير قلق الاحتلال الإسرائيلي، وقد تكون الاضرار الحقت اضرار بتلك المنشآت اذا ما تم الحديث الإيراني عن تدمير نفق، لكن المعطيات تؤكد بانها بعيدة تماما عن انهاء  البرنامج النووي الإيراني فهو كما يقول وزير الخارجية الإيرانية لم يكن مجرد أدوات والآلات بل علم صنعه الإيرانيون ولن يتوانوا على إعادة اصلاح ما تضرر.