الوقائع الإخبارية : أشهَر اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، مساء اليوم الثلاثاء، رواية 'يا ليت' للروائي حسن فهيد، خلال حفل أدبي اشتمل على قراءة نقدية للناقد علي القيسي، وشهادة إبداعية لرئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان.

‏وتسرد الرواية، التي تقع في 300 صفحة من القطع المتوسط، وقائع النكبة الفلسطينية من خلال قصة درامية على لسان طفلة في السادسة من عمرها تُدعى 'أمينة'، عايشت مع أسرتها التهجير القسري من قريتهم القريبة من حيفا عقب اجتياح القوات الصهيونية لفلسطين عام 1948، وما خلفه ذلك من تشتت أسري ووجع إنساني دائم.

‏واعتبر القيسي أن الرواية تنبض بأبعاد سياسية واجتماعية ونفسية، وتمنح صوتاً حقيقياً لمعاناة الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والأمهات، من خلال سرد رمزي محكم، مشيراً إلى دلالة الوشم الذي خطّته امرأة غجرية على يدي الطفلين التوأمين 'عابد' و'رداد'، والذي شكّل مفتاحاً للقاء مؤثر بين الشقيقين بعد فراق دام عقدين.

‏وقال 'إن الرواية تُضاف إلى رصيد الأدب الفلسطيني المقاوم، لما تحمله من توثيق دقيق للذاكرة الجمعية بلغة فصيحة وأسلوب سردي متماسك'.

‏بدوره، قال العدوان إن الرواية تحمل في طياتها مشاهد مكثفة من الألم الفلسطيني الممتد، وتجسّد مأساة إنسانية بدأت قبل النكبة وتواصلت عبر التهجير والمجازر والاعتقالات، مبيناً أنها تشكل إضافة نوعية إلى الأدب الذي ينحاز للحق الفلسطيني ويؤرخ لمعاناة شعبه.

‏‏من جهته، أكد الروائي حسن فهيد أن عنوان الرواية 'يا ليت' يعكس وجعاً متواصلاً وندماً لا يزول، في إشارة رمزية لما خلفته النكبة من مأساة متجذرة في الوعي الجمعي الفلسطيني، مشدداً على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية في وجدان الأجيال، والحفاظ على الحق الفلسطيني في الأرض والهوية.

‏وأشار فهيد إلى أن الرواية لا تكتفي بسرد معاناة التشريد، بل تمثل رسالة احتجاج ورفض للخذلان، مؤكداً أن الكلمة هي سلاح للتمسك بالوطن، وحافز للاستمرار في المطالبة بالحق المغتصب.

‏وفي ختام الحفل الذي ادارته الكاتبة عزة خليفة، كرم العدوان، المشاركين بشهادات تقدير مقدمة من اتحاد الكتاب لاثراء المشهد الثقافي الأردني، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.

‏يشار إلى أن حسن فهيد، من مواليد جنين، ويحمل شهادة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق، وعمل كمدرّس ومترجم وإداري في عدة دول عربية، وله عدة إصدارات أدبية، منها 'بلا حدود'، و'لنا كرة'، و'تسنيم'، ومجموعة قصصية.