اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
في إطار تعزيز المواءمة مع مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية، سيُقام معرض الصين (السعودية) المشترك لعلامات التصدير 2025 (ويُشار إليه فيما بعد بـ “المعرض السعودي المشترك”) في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة من 22 إلى 24 ديسمبر.
ويُنظَّم المعرض بشكل مشترك من قبل دائرة التجارة بمقاطعة تشجيانغ وعدد من الجهات الأخرى، فيما تتولى مجموعة MIE تنظيمه. ويهدف المعرض إلى بناء منصة أعمال رفيعة المستوى لتعزيز الربط العميق بين الشركات الصينية وأسواق السعودية والشرق الأوسط، ودعم التوسع الخارجي عالي الجودة للمنتجات المصنّعة في الصين.
تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتُعد دولة محورية في مبادرة الحزام والطريق. وخلال السنوات الأخيرة، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والسعودية تعمقًا مستمرًا، حيث حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للمملكة لسنوات عديدة. وبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 107.53 مليار دولار أمريكي في عام 2024، منها 50.05 مليار دولار صادرات صينية، ما يعكس اتجاهًا ثابتًا للنمو.
وفي ظل مساعي السعودية لتنويع اقتصادها وتسريع تطوير القطاعات غير النفطية، شاركت الشركات الصينية بعمق في مجالات مثل تحول الطاقة، وتشييد البنية التحتية، والاقتصاد الرقمي، والطاقة الجديدة، والتصنيع الذكي، لتصبح شركاء رئيسيين في تحقيق رؤية 2030. ويأتي تنظيم هذا المعرض استجابة مباشرة لاحتياجات السوق السعودي، من خلال توفير قنوات عرض وتعاون دقيقة وفعّالة للمنتجات والتقنيات الصينية عالية الجودة.
تبلغ المساحة الإجمالية للمعرض نحو 40 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن يشارك فيه قرابة 1000 شركة صينية. وبالاستناد إلى متطلبات السوق الفعلية في السعودية ومنطقة الخليج، تم تصميم ثمانية معارض صناعية متخصصة تغطي قطاعات عالية النمو، بما يحقق توافقًا فعّالًا بين العرض والطلب.
وقد قامت دائرة التجارة بمقاطعة تشجيانغ بشراء 100 جناح تمثل 76 شركة من مدن مثل ونتشو، جياشينغ، شاوشينغ، جينهوا، تايتشو، ليشوي، هانغتشو، وهوتشو، ما يعكس قوة قطاع التصنيع في تشجيانغ وحماسه للتوسع الخارجي. وتشمل معروضات هذه الشركات مجالات متعددة مثل الآلات الصناعية، والأثاث المنزلي، ومواد البناء، مع تنوع كبير يلبي احتياجات السوق السعودي والشرق أوسطي بدقة.
ويُعد قطاع الآلات الصناعية المجال المحوري للمشاركة، حيث تشمل المعروضات: آلات وقوالب البلاستيك، معدات التعبئة والتغليف والطباعة، أدوات التثبيت ومعداتها، الآلات العامة، تقنيات الطاقة الجديدة، معدات اللوجستيات الذكية وتقنيات التخزين، آلات التشغيل ومعالجة المعادن، أنظمة نقل الطاقة وغيرها.
فعلى سبيل المثال، تعرض شركة Zhejiang Qianghong New Materials Technology Co., Ltd. مواد مطاطية خام، بينما تقدم Zhejiang Zhenbo Precision Machinery Co., Ltd. قوالب صب مطاطي، وتعرض Wenzhou Tuoyi Machinery Co., Ltd. آلات تعبئة أوتوماتيكية، وتقدم Zhejiang Novus Technology Co., Ltd. تقنيات شحن متقدمة، في حين تعرض Zhejiang Cailes Robotics Group Co., Ltd. أنظمة مناولة روبوتية، لتغطي جميعها مجالات الطلب الرئيسية في مشاريع البنية التحتية والتحديث الصناعي في المملكة.
وبصفته منصة مهمة للتبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين والسعودية، قام اللجنة المنظمة للمعرض خلال مرحلة الإعداد بتنفيذ زيارات رفيعة المستوى وأعمال تنسيق محلية، حظيت بإشادة واسعة من الأوساط الحكومية والتجارية السعودية.
وقد أجرى فارس، مدير العلاقات الدولية والتعاون في وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودية، مباحثات معمقة مع مجموعة MIE حول آفاق التعاون في إطار رؤية 2030 وتنظيم المعرض، معربًا عن استعداده لدعم بناء قنوات تعاون للمعرض والموردين الصينيين. كما أبدت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تقييمًا إيجابيًا للمعرض، وأكدت دعمها للترويج له، متوقعة أن يسهم في خلق فرص جديدة لنمو الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة.
من جانبها، أشادت المكتب الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية في السعودية بأعمال التحضير، وأثنت على الدور المجتمعي والنموذج المبتكر لمجموعة MIE في دعم الشركات الصينية للتوسع عالميًا، مؤكدة حضورها للمعرض لتقديم التوجيه الميداني.
وقد أكدت العديد من كبرى الجهات السعودية إرسال فرق شراء أساسية للمشاركة في المعرض، من بينها سلاسل التجزئة الكبرى مثل Panda وTamimi وLulu وSpinneys، إضافة إلى شركة Elfaleh Sports، ومتجر Jarir Bookstore، ومجموعة YR Global، وشركة Falcon المتخصصة في تجهيز المطابخ، وعملاق الخدمات اللوجستية DHL السعودية، ما يعكس الجاذبية القوية للمعرض وقيمته التجارية العالية.
ويمثل التمكين التكنولوجي أحد أبرز ملامح هذا المعرض، حيث سيتم تطبيق نظام “المعرض الذكي بالذكاء الاصطناعي” التابع لمجموعة MIE لإدارة رقمية وذكية لكامل دورة المعرض. ومن خلال دمج تقنيات مثل نظارات الذكاء الاصطناعي والمساعدات الذكية، سيتم الارتقاء بتجربة المعرض بشكل شامل.
وسيتمكن المشترون من مسح رمز QR للدخول في محادثة ذكية ثلاثية تجمع بين المشتري – العارض – الوكيل، حيث يقدم مساعد TradeChina AI ردودًا على مدار الساعة، مع اقتراح معلومات المنتجات بشكل ذكي. كما تدعم نظارات الذكاء الاصطناعي الترجمة الفورية لـ 128 لغة وتسجيل الاجتماعات، فيما يقوم مساعد البريد الإلكتروني الذكي بإنشاء رسائل متابعة مخصصة بنقرة واحدة بعد انتهاء المعرض. ومن شأن هذه الأدوات الرقمية تعزيز كفاءة المفاوضات التجارية وتحسين تجربة المشاركين بشكل كبير.
إلى جانب ذلك، ستُقام خلال المعرض سلسلة من الفعاليات المصاحبة عالية المستوى. ففي 21 ديسمبر، ستتعاون اللجنة المنظمة مع شركة SACO STORE، إحدى أكبر سلاسل تحسين المنازل في السعودية، لتنظيم “لقاء SACO الحصري لمواءمة المشتريات”، حيث سترسل SACO فريق شراء برئاسة المدير التجاري لإجراء مفاوضات مغلقة مع نخبة من العارضين الصينيين من فئة SVIP.
وخلال أيام المعرض، سيتم تنظيم أكثر من 500 اجتماع ثنائي مباشر بين كبار المشترين والشركات العارضة، بمشاركة غرف التجارة والجمعيات الصناعية وكبرى شركات الشراء، بما يسهم في تقليص دورة اتخاذ القرار وتسريع تحويل الفرص إلى صفقات وشراكات فعلية. كما سيقوم مجلس نينغبو لتعزيز التجارة الدولية بتنظيم ملتقى نينغبو – السعودية الاقتصادي والتجاري للتعريف ببيئة الأعمال في نينغبو ودعم التعاون الثنائي.
إن معرض الصين (السعودية) المشترك لعلامات التصدير 2025 لا يُعد مجرد حدث تجاري، بل يمثل ممارسة مهمة لتعميق التعاون المتبادل واغتنام فرص التنمية بين الصين والمملكة العربية السعودية، وسيسهم في ضخ زخم جديد وقوي لتوسيع آفاق الأعمال وتحقيق التنمية المشتركة في المستقبل.










































