أعلن باحثون من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة نتائج أول تجربة سريرية على البشر لعلاج جديد مشتق من نبات يشبه الصبار، يُعرف باسم 'الريزينيفيراتوكسين' (Resiniferatoxin أو RTX).

متابعات- الخبر اليمني :

وأظهرت الدراسة أن هذا المركب يُعد آمنًا وفعالًا في تخفيف الألم المزمن الناتج عن السرطان ، خاصة لدى المرضى الذين لم تستجب آلامهم للعلاجات التقليدية، بما في ذلك المسكنات الأفيونية.

في إطار التجربة، تلقى المرضى المصابون بسرطان في مراحله النهائية، والذين لم يجدوا راحة من الألم باستخدام العلاجات التقليدية، حقنة واحدة من RTX في السائل النخاعي القطني. أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 38% في شدة الألم القصوى التي أبلغ عنها المرضى، وتراجعًا بنسبة 57% فى استخدامهم للمسكنات الأفيونية. هذا التحسن الملحوظ في السيطرة على الألم مكّن المرضى من استعادة جزء من حياتهم الطبيعية والتواصل مع أحبائهم دون الحاجة إلى التخدير المستمر.

يعمل RTX عن طريق استهداف مستقبلات TRPV1، وهي قنوات أيونية مسؤولة عن نقل إشارات الألم والحرارة من الأنسجة التالفة إلى الدماغ. عند تفعيل هذه القنوات بواسطة RTX، يحدث تدفق مفرط للكالسيوم إلى الألياف العصبية، مما يؤدي إلى تعطيل قدرتها على نقل إشارات الألم. وبالتالي، فإن RTX يقطع 'أسلاك' الألم دون التأثير على الحواس الأخرى، مما يوفر تخفيفًا للألم دون التأثير على الإحساس العام.

بالإضافة إلى فاعليته فى علاج آلام السرطان المستعصية، يعتقد الباحثون أن RTX قد يكون مفيدًا في علاج أنواع أخرى من الألم المزمن، مثل آلام الأعصاب، وآلام ما بعد الجراحة، وآلام الوجه المزمنة. الميزة البارزة لهذا العلاج هي أنه غير إدماني ولا يسبب الشعور بالنشوة، مما يجعله بديلاً واعدًا للمسكنات الأفيونية التقليدية.

وأوضح الدكتور مايكل إيدارولا، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن استهداف الأعصاب المحددة يتيح للأطباء تخصيص العلاج وفقًا لاحتياجات كل مريض. هذا النهج التداخلي يُعتبر مسارًا بسيطًا نحو الطب الشخصي في مجال إدارة الألم، حيث يمكن تعديل العلاج بناءً على نوع الألم ومصدره.