اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢٥
مثّل عام 2025 نقلة نوعية للسينما السعودية، إذ برزت الأفلام المحلية وهي أكثر وعياً بمكانتها في المشهد السينمائي، وفاهمة لجمهورها، ومحددة لمسارات عرضها سواء في صالات السينما، أو على المنصات الرقمية، أو عبر المهرجانات الدولية.
وأصبح إنتاج الفيلم السعودي يعكس دراسة دقيقة للسوق، مما أضفى على التجارب المحلية تماسكاً ورؤية واضحة، وأتاح للأعمال إيجاد موقعها بثقة وسط خيارات سينمائية متنوعة، محققة حضوراً مميزاً في ذهن المشاهدين.
الكوميديا الخفيفة والأعمال الدرامية الجادة
واقترب عدد الأفلام السعودية التي عُرضت في صالات السينما خلال العام من 11 فيلماً، من بينها: 'شباب البومب 2″، و'هوبال'، و'إسعاف'، و'فخر السويدي'، و'تشويش'، و'ليل نهار'، و'صيفي'، و'الزرفة'، و'سوار'، و'قشموع'، و'القيد'.
ويشير هذا التنوع إلى حركة إنتاج نشطة، وطرح خيارات متنوعة للجمهور، ما بين الكوميديا الخفيفة، والأعمال الدرامية الجادة، والتجارب التي تراهن على السرد الإنساني أو قوة المكان والقصة.
وفيما يخص الكوميديا، فقد استمر حضورها القوي في السوق، مع أفلام مثل 'الزرفة' و'فخر السويدي' و'إسعاف'، التي اعتمدت على الإيقاع السريع، والمواقف اليومية، ولغة قريبة من المشاهد، ما أكسبها مكانة ثابتة بين الأعلى إيراداً في شباك التذاكر، منافسة أعمالاً هوليوودية وعربية على حد سواء، وأتاح ظهور وجوه جديدة في عالم السينما السعودية.
ومن أبرز الأعمال الجماهيرية 'شباب البومب 2″، الذي انتقل من شاشة التلفزيون إلى صالات السينما، مستفيداً من قاعدة جماهيرية كبيرة، وراهن الجزء الثاني على الكوميديا المباشرة والشخصيات المألوفة، من بطولة فيصل العيسى، مستهدفاً جمهور الشباب والأطفال.
وعند النظر إلى الأداء التمثيلي، عزز فيلم 'إسعاف' حضور الممثل إبراهيم الحجاج بعد نجاحه في 'سطّار'، مؤكداً انتقاله إلى خط بطولي أكثر ثباتاً داخل السينما التجارية.
بينما قدم 'فخر السويدي' وجوهاً شابة مثل فهد المطيري، و'الزرفة' ساهم في إتاحة فرص جديدة لممثلين شباب، مما أضاف حيوية جديدة لصالات السينما الصيفية.
على الجانب الدرامي، جاء فيلم 'هوبال' ليبرز كثافة السرد وعمق الشخصيات، متناولاً الصراع النفسي في البيئة الصحراوية السعودية، مع أداء تمثيلي متقن من إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري وميلا الزهراني، وإخراج عبد العزيز الشلاحي، ما جعل الفيلم أحد أبرز الأعمال في قراءة مشهد 2025.
كما تميز فيلم 'سوار' بالاستناد إلى قصة حقيقية عن تبديل طفلين بين عائلتين من ثقافتين مختلفتين، مستكشفاً تأثير الحدث على الهوية والانتماء، فيما قدم 'القيد' تجربة سينما الصحراء، مع تصعيد التوتر النفسي والمطاردات، رغم محدودية الإيرادات.
وعلى صعيد المنصات الرقمية، لعبت خدمات مثل 'نتفليكس' دوراً محورياً في الوصول إلى جمهور أوسع، مع أفلام مثل 'رهين' و'مسامير جونير'، مؤكدة قدرة السينما السعودية على التكيف مع أساليب العرض المختلفة.
أما في المهرجانات الدولية، فقد برزت أعمال مثل 'هجرة' لشهد أمين، و'المجهولة' لهيفاء المنصور، و'محاربة الصحراء' التي قدمت تجربة تاريخية ملحمية، مما أبرز قدرة السينما السعودية على مخاطبة جمهور عالمي وتعزيز حضور المملكة كموقع إنتاج سينمائي.
وأشار النقاد إلى أن عام 2025 مثّل مرحلة استقرار في السوق المحلية، مع تبلور خصائص الفيلم السعودي، وصعود جيل جديد من المخرجين والممثلين، ونجاح في الوصول إلى المهرجانات الدولية، متوقعين توسع النشاط السينمائي في الأعوام المقبلة، مع تطوير البنية التحتية لصالات العرض، ودخول لاعبين إنتاجيين جدد.
وبذلك لم يمثل عام 2025 فيلماً واحداً يعكس السينما السعودية، بل مجموعة أفلام متنوعة، كل منها بلغته الخاصة، وجمهوره، ومساره، مؤسّسة لمرحلة جديدة من الثقة والوعي والعلاقة المتينة مع الجمهور.










































