حسين بن حمد الرقيب

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بريادة الأعمال، تجسد في مبادرات حكومية متنوعة تهدف إلى دعم الشباب وتمكينهم من تأسيس مشروعاتهم الخاصة، وقد شمل هذا الدعم توفير التمويل، والتدريب، والتسهيلات القانونية، في إطار رؤية واضحة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، ورغم هذا الدعم، ما تزال ريادة الأعمال تواجه تحديات حقيقية تعيق نمو العديد من المشروعات الناشئة، من أبرز هذه التحديات ضعف الخبرة الإدارية لدى بعض رواد الأعمال، إذ يفتقر الكثيرون إلى مهارات أساسية مثل التخطيط، وإدارة الموارد، والتسويق، والتعامل مع فرق العمل والعملاء، غياب هذه المهارات قد يؤدي إلى قرارات خاطئة في مراحل حساسة، خصوصًا عندما تكون الموارد محدودة والمخاطر مرتفعة، كما أن المنافسة الشرسة في قطاعات مثل المطاعم والمقاهي والتجارة الإلكترونية تمثل تحديًا آخر، حيث لم يعد السوق يحتمل الأفكار المكررة ولا المشروعات التقليدية، المستهلك اليوم أكثر وعيًا، والتميّز أصبح ضرورة لا خيارًا، والنجاح يتطلب تقديم قيمة حقيقية من خلال أفكار مبتكرة ومنتجات نوعية وأسعار منافسة، ولا تقف التحديات عند هذا الحد، بل تمتد إلى الموارد البشرية، حيث يواجه رواد الأعمال صعوبة في توظيف كفاءات وطنية ذات خبرة، إما بسبب ارتفاع التكاليف أو قلة المعروض، كما أن ارتفاع معدل دوران الموظفين يؤثر على استقرار المشروعات وجودة الخدمات، ما يضيف عبئًا إضافيًا على أصحاب المشروعات الصغيرة، ورغم هذه التحديات فإن الفرص لا تزال قائمة، بل وتتزايد مع استمرار الدعم الحكومي وتوسع الأسواق، وكل ما يحتاجه رواد الأعمال هو الصبر، والتخطيط السليم، والقدرة على التعلم والتكيّف مع المتغيرات، فريادة الأعمال ليست مشروعًا مؤقتًا، بل رحلة تتطلب شغفًا وإرادة واستعدادًا حقيقيًا للمواجهة.