حين ينكسر القلم ويصرخ الوطن..

خلود العجارمه

ستنتهي الأيديولوجيات وتنهار الجدران التي شيدت من الوهم وتتعرى الشعارات التي استهلكتنا دون أن تمنحنا شيئا سوى الخيبة

ويسقط قناع الديمقراطية المزيفة تلك التي باعت كرامتنا باسم الحرية وزينت القيد حتى صدقناه خاتما من ذهب

وتبلى الفلسفات التي أشغلت عقولنا بالخرافة وأقنعتنا أن العبودية حرية وأن الموت من أجل كسرة خبز بطولة مقدسة

ستنقضي كل تلك العبارات التي امتصت وعينا حتى الجفاف والتي وشمت على جبين هذه الأمة خرافات التقدم وصور التمدن الزائف

بينما كنا نسير حفاة على رماد أوطاننا نرفع رايات لا تشبهنا ونحارب في معارك لم نخترها ولم تبدأ باسمنا ولم تنته بنا

نرفع صور قادة لا نعرف وجوههم ونتغنى بشعارات لا تطعم الجائع ولا تردع الطاغي

ستنطفئ الأضواء المصطنعة وتبقى الحقيقة عارية لا مساحيق تجميل ولا أصوات تبرر الكارثة

لا وجوه ناعمة ولا شعارات مطمئنة فقط عري الحقيقة يصفعنا ويبقينا وجها لوجه مع واقعنا البائس

ويبقى الإنسان وحده يتلمس في الظلام كرامته الضائعة يبحث عن حقيقته بين أكوام الكذب وأسوار الإعلام

نعم ستسقط كل النظم وتتهاوى الأبراج الورقية وتنكشف الأكاذيب التي تحولت إلى قوانين وعناوين وخطب على منابر السلطة

ستسقط الأقنعة التي طالما خنقت أنفاسنا وتعود الكلمات إلى معانيها الحقيقية

فلا ديمقراطية تباع ولا حرية تقاس بعدد اللايكات ولا وطن يبنى على التصفيق والزيف والفرجة من بعيد

ستنتهي حرب الأقلام تلك الحرب الباردة التي تخدر الشعوب وتمنحهم وهم الانتصار بكلمات فارغة

وتبدأ الحرب الحقيقية على العدوان على الظلم على الاحتلال على كل من ينهب خبز الفقراء

ويضحك على أنين الجرحى ويتاجر بدم الأبرياء

ويتلاشى زيف الكلام وتسقط الأصوات المخدرة تلك التي قالت لنا إن الصمت حكمة وإن الصبر بطولة

حتى حين صار الجوع وجعا لا يحتمل وحتى حين صار الظلم وطنا لا يغادر

حتى قلمي سينكسر حين يزول الظلام حين أرى الفرسان حين تشرق الحقيقة من دماء الشهداء لا من بيانات المؤتمرات

حين تنهض الكلمة من تحت التراب لا من فم سياسي لم يعرف الجوع يوما ولا عاش الأسى

ليس هذا حلما بل يقظة وطن خرج من سباته الطويل

ليس صدى بل صرخة أحرار طال صبرهم فتكلمت البنادق وسكت الحبر ليقول الدم ما عجزت عنه اللغة