حمد آل كليب – الوئام

شهد حفل العشاء الرسمي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حضورًا لافتًا للنجم العالمي كريستيانو رونالدو الذي رافق الوفد السعودي، في مشهد حمل دلالات رياضية وسياسية واقتصادية كبيرة.

وقد خصّه الرئيس ترامب بترحيب حار قائلاً: 'إنه لشرف عظيم لي'.

هذه العبارة وحدها تُختصر حجم التحوّل الاستثنائي الذي عاشه اللاعب منذ أن اختار السعودية وجهته الجديدة.

لم يكن اختيار رونالدو الانضمام إلى الدوري السعودي قرارًا عاديًا، بل خطوة أعادت رسم خريطة كرة القدم العالمية.

فمنذ وصوله إلى الرياض، قفزت متابعة الدوري السعودي إلى مستويات غير مسبوقة، وبدأت وسائل الإعلام الدولية تتعامل معه كمنظومة تنافس الدوريات الأوروبية الكبرى.

كما فتح رونالدو الباب واسعًا أمام انتقال نخبة من نجوم العالم إلى السعودية، مما عزّز مكانة الدوري وجذب اهتمام الجماهير في كل أنحاء العالم.

وفي المقابل، لم يكن تأثير السعودية على رونالدو أقل أهمية، فقد منحته المملكة فضاءً جديدًا تجاوز حدود الملاعب ليصل إلى مساحات الحضور الدبلوماسي والثقافي العالمي.

وجوده إلى جانب قادة الدول، وزيارته البيت الأبيض ضمن الوفد السعودي، يعكس كيف أصبح رونالدو شخصية عالمية ذات وزن سياسي وثقافي، وليس مجرد نجم رياضي.

لقد وفّرت له السعودية منصة دولية فريدة أبرزت مكانته ومنحته أدوارًا جديدة لم يحظَ بها خلال مسيرته الأوروبية رغم إنجازاته الهائلة.

تأتي هذه الزيارة الرسمية لتؤكد قوة الحضور السعودي الجديد، حيث صارت الرياضة إحدى أبرز أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها المملكة لتعزيز علاقاتها الدولية وإظهار صورتها الحديثة.

كما تكشف عن إيمان السعودية بقيمة اللاعبين العالميين المرتبطين بها، وتقدّم نموذجًا لشراكة تتجاوز الجانب الرياضي إلى الفعالية الدبلوماسية.

في المقابل، فوّت بعض النجوم العالميين هذه الفرصة عندما اختاروا وجهات أخرى في نهاية مسيرتهم، فلم ينالوا المكانة الرمزية التي حصل عليها رونالدو، ولا الحضور الدولي الذي ارتبط اليوم بالسعودية.

إن مرافقة رونالدو للوفد السعودي في هذا العشاء الرسمي تمثل لحظة فارقة في مسيرته، ورسالة واضحة عن الدور المتزايد للسعودية في صناعة التأثير العالمي عبر الرياضة، وعن العلاقة المتبادلة التي جعلت من اللاعب والمملكة شريكين في النجاح والانتشار الدولي.