نجح فريق من الباحثين الأمريكيين في تطوير تقنية رائدة لزراعة الأسنان تعتمد على أنسجة حية، ما يتيح نمو السن داخل الفم بطريقة طبيعية، مع اندماجه في الدورة الدموية وتكوينه روابط عصبية توفر إحساسًا فعليًا بالمضغ والألم.

التقنية الجديدة، التي طورها علماء من جامعتي 'تافتس' للطب وطب الأسنان في ولاية ماساتشوستس، تمثل تحولًا جذريًا في عالم زراعة الأسنان، حيث تتجاوز حدود الغرسات المعدنية التقليدية، التي رغم متانتها تفتقر للإحساس العصبي الطبيعي وقد تؤدي إلى مضاعفات جراحية.

وقال الفريق البحثي إن هذا الابتكار يهدف إلى تحقيق تكامل عصبي ودموي كامل مع أنسجة الفم، ما يمنح المريض تجربة أقرب إلى الأسنان الطبيعية من حيث الإحساس والوظيفة، ويقلل في الوقت ذاته من الألم والمشكلات المرتبطة بالزرعات الاصطناعية.

وأظهرت التجارب الأولية على الفئران نتائج واعدة، إذ نمت الأسنان بنجاح داخل الفم وتمكنت من التفاعل مع الأعصاب والأنسجة المحيطة. ويعمل الباحثون حاليًا على توسيع التجارب لتشمل حيوانات أكبر حجماً تمهيدًا للوصول إلى مرحلة الاختبارات السريرية على البشر.

ورغم التحديات المتعلقة بالتحكم الدقيق في نمو الأعصاب وضمان تكاملها الوظيفي، يُعد هذا الإنجاز العلمي خطوة متقدمة في مجال طب الأسنان التجديدي، ويُبشر بمستقبل خالٍ من الغرسات المعدنية التقليدية، لصالح أسنان حيوية أقرب ما تكون إلى الطبيعة.