الوقائع الإخبارية: وجد بحث حديث أن الفتيات اللواتي يعانين من آلام الدورة الشهرية أبلغن عن مستويات أعلى من الضيق النفسي في مرحلة الشباب، حتى بعد مراعاة مشاكل الصحة النفسية السابقة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.

وتتضمن مشاكل الضيق النفسي التي ترتبط بآلام الدورة الشديدة القلق والاكتئاب، والتي قد تتزايد إلى الضعف، مقارنة بمن تتعرضن لآلام خفيفة إلى متوسطة خلال فترة الحيض.

وفي هذا البحث الذي أجراه فريق من جامعة ديكن الأسترالية، تتبع الباحثون 1600 فتاة أبلغن عن دوراتهن الشهرية في أعمار 14 و16 و18 عاماً، كما تم جمع بيانات إضافية من أمهاتهن عن الحالة النفسية وآلام الدورة الشهرية.

وأشارت النتائج إلى وجود صلة ثنائية الاتجاه بين الألم والصحة النفسية.

مشاكل الصحة النفسية

وفق موقع 'ذا كونفيرسيشن'، سعى الباحثون إلى تحديد اتجاه هذه الصلة: هل تؤدي مشاكل الصحة النفسية إلى آلام الدورة الشهرية؟ أم أن آلام الدورة الشهرية تساهم في مشاكل الصحة النفسية؟

ووفق الدراسة، أبلغ الآباء عن أعراض القلق والاكتئاب عندما كانت الفتيات تتراوح أعمارهن بين 14 و16 عاماً.

وأبلغت الشابات عن هذه الأعراض بأنفسهن في سن 18 عاماً، وعن مستويات الضيق النفسي في سن 20-21 عاماً.

وقال الباحثون: 'وجدنا أن الفتيات اللواتي يعانين من آلام الدورة الشهرية كنّ أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب في سن 14 و16 و18 عاماً مقارنةً بمن لم يعانين منها'.

تضاعف القلق والاكتئاب

وفي سن 14، كانت المراهقات اللواتي يعانين من آلام الدورة الشهرية أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق والاكتئاب بمرتين تقريباً، مقارنةً بأقرانهن اللواتي قلن إن دورتهن الشهرية لم تكن مؤلمة، أو كانت مؤلمة قليلاً فقط.

كما أبلغت هؤلاء المراهقات عن مستويات أعلى من الضيق النفسي مقارنةً بالشباب، حتى بعد مراعاة مشاكل الصحة النفسية السابقة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.

أيهما يأتي أولاً؟

والأهم من ذلك، أن البحث أظهر أن آلام الدورة الشهرية غالباً ما تأتي قبل ظهور مشاكل الصحة النفسية - وليس العكس.

ويشير هذا إلى أن آلام الدورة الشهرية قد تكون عامل خطر لمشاكل الصحة النفسية المستقبلية.

وتؤكد النتائج على أهمية تحديد المراهقات اللاتي يعانين من آلام الدورة الشهرية. حيث يعتقد الكثير من المراهقات أن آلام الدورة الشهرية أمرٌ يجب عليهن تحمله، ولا يطلبن المساعدة.

توصيات

وأوصى البحث بعلاج آلام الدورة الشهرية مبكراً بمجموعة متنوعة من الخيارات:

• مضادات الالتهاب، مثل الإيبوبروفين، المتوفرة بدون وصفة طبية.

• مراجعة الطبيب لمناقشة العلاجات الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل الفموية.

• التثقيف الصحي، وزيادة الوعي بالعلاجات النفسية.