خلال كلمته في الندوة التاسعة لمنظمة 'أوبك' في فيينا، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، جرس إنذار إنساني بشأن فقر الطاقة عالميًا، مؤكدًا أن أكثر من ملياري إنسان حول العالم ما زالوا يعتمدون على وقود غير آمن للطهي، وهو ما يعرّضهم لمخاطر صحية جسيمة.

وأشار سموه إلى أن نحو 1.2 مليار من هؤلاء يعانون من فقر طاقي حاد، مؤكدًا أن هذا الواقع يفرض على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة لمعالجة هذه الأزمة، التي تمسّ أبسط حقوق الإنسان في الحياة الكريمة.

وأكد الأمير عبدالعزيز أن المملكة لا تعدل سياساتها الطاقية بناءً على ضغوط السوق، بل تقوم بتلك التعديلات عند الحاجة، وبما يخدم المصلحة العامة، ويتم تنفيذ تلك السياسات بكل شفافية واتساق مع ما يتم الإعلان عنه مسبقًا.

وفي حديثه عن التحول في قطاع الطاقة، شدد سموه على أن العالم بحاجة إلى مزيج متوازن وواسع من مصادر الطاقة، مشيرًا إلى أن النفط والغاز سيبقيان عنصرين رئيسيين في هذا المزيج، رغم التوسع المتسارع في إنتاج الطاقة المتجددة. وأرجع ذلك إلى كفاءة النفط والغاز العالية وتكلفتهما التنافسية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

وحذر سموه من خطورة السياسات التي تنطلق من شعارات غير واقعية وتتجاهل خصوصية الدول النامية، مؤكدًا أن مثل هذا النهج قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية، مشيرًا إلى أهمية اعتماد التحول الطاقي على رؤية واقعية تستند إلى الابتكار والبيانات العلمية، لا الأهواء السياسية أو الحملات الدعائية.