تكساس - أ.ف.ب

تعرضت المشاريع الفضائية للملياردير إيلون ماسك، مالك شركة 'سبايس إكس'، لانتكاسة جديدة مساء الأربعاء بعد انفجار صاروخه العملاق 'ستارشيب' على منصة الإطلاق خلال اختبار في قاعدة ستاربيس في ولاية تكساس، من دون وقوع جرحى.

وقالت سلطات مقاطعة كامرون في ولاية تكساس، عبر صفحتها في فيسبوك 'عند الساعة 23,01 (بالتوقيت المحلي) الأربعاء، وخلال اختبار روتيني في ستاربيس في تكساس، تعرض صاروخ ستارشيب 36 التابع لشركة سبايس إكس لعطل كارثي وانفجر'.

وأضافت 'لحسن الحظ، لم تُسجل أي إصابات حتى الآن. واتُّخذت سريعا إجراءات طارئة، فيما يجري التحقيق لتحديد سبب الحادثة'.

ويُظهر مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصاروخ الذي يساوي ارتفاعه مبنى من 40 طبقة ويُعدّ الأقوى تصميما على الإطلاق، مثبّتا على المنصة قبل أن تظهر كرة نارية هائلة جراء اشتعاله.

وأكدت 'سبايس إكس'، في منشور عبر منصة اكس، أنّ 'صاروخ ستارشيب الذي كان قيد التحضير لإجراء اختبار عاشر له، تعرّض لخلل كبير وهو مثبّت على منصة اختبار في ستاربيس'، مضيفة أن 'منطقة أمان كانت مفروضة حول الموقع طوال العملية' وأن 'جميع الأفراد بأمان ولم يُصابوا بأذى'.

وأضافت 'تنشط فرقنا في ستاربيس لجعل موقع الاختبار ومحيطه المباشر آمنا بالتعاون مع السلطات المحلية'، مؤكدة 'عدم وجود أي خطر على السكان'.

وكتب ماسك عبر منصة 'اكس': 'لا يزال من الصعب تقييم خطورة الحادث وتأثيره على البرنامج الفضائي'، في تعليق يقلّل من أهمية عواقب الانفجار.

تُعد اختبارات التشغيل الثابتة جزءا من إجراءات ما قبل الإطلاق، إذ يتم تشغيل محرك الصاروخ أو مجموعة محركاته بينما يبقى الصاروخ مثبّتا على منصة الإطلاق. ولم يكن من المقرر إطلاق الصاروخ مساء الأربعاء عندما وقع الانفجار.

ويؤثر الحادث الذي وقع ليل الأربعاء إلى الخميس سلبا على صورة 'سبايس إكس'، على الرغم من أنّ هذه الحوادث تندرج ضمن استراتيجية الشركة المعلنة، والمتمثلة بإطلاق نماذج أولية عدة لتصحيح المشاكل التي واجهتها خلال الرحلات بشكل تدريجي.

يعود آخر حادث وقع إلى أقل من شهر. في 27 أيار/مايو، نجح 'ستارشيب' في الوصول إلى الفضاء لكنّ مركبته 'سوبر هيفي' انفجرت قبل هبوطها إلى الأرض.

خلال اختبارين سابقين في كانون الثاني/يناير وآذار/مارس، انفجرت الطبقة الثانية من الصاروخ في وقت مبكر من الرحلة، مما تسبب بإطلاق كمية كبيرة من الحطام فوق منطقة البحر الكاريبي.

يعوّل رجل الأعمال الثري على هذا الصاروخ العملاق لتنفيذ مشروعه الطموح بالوصول إلى المريخ. خلال السنوات الأخيرة، رسّخ مكانته كلاعب رئيسي في قطاع الفضاء، وأُسندت إليه مهام حكومية مهمة. إلا أن هذه الشراكة تزعزعت بعد تدهور علاقته مع الرئيس دونالد ترامب.

تنقل صواريخ ماسك رواد فضاء من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وتُستخدم في مهام حساسة جدا للبنتاغون، فيما يُفترض أن تؤدي دورا محوريا في عودة الأميركيين إلى القمر.

رفعت مجموعات مدافعة عن البيئة دعوى سنة 2023 ضد السلطات الأميركية، متهمة إياها بسوء تقييم تأثير عمليات الإطلاق هذه، إذ انّ القاعدة الفضائية التابعة للشركة في تكساس تقع بالقرب من مناطق طبيعية محمية.

على الرغم من هذه الانتقادات، سمحت هيئة تنظيم الطيران المدني (FAA) في أوائل أيار/مايو بزيادة معدل عمليات إطلاق 'ستارشيب'، من 5 إلى 25 مهمة سنويا.