يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اختار أن يبدأ اتصالَه الهاتفيَّ الأول مع زعماء العالم، بسمو وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيجد كلَّ ترحيب عندما يكرّر زيارته للسعودية، لافتاً إلى ضرورة أن نكونَ في صف هذا الرَّجل التاريخي، وأن نكسبَه في صفّنا، من أجل سلام المنطقة واستكمال المشاريع الكبيرة بين البلدين الحليفين، والتي تم الاتفاق عليها خلال فترة رئاسته الأولى، خاصة أن ترامب يدخل البيت الأبيض هذه المرة كتيار كامل، مسلَّح بمشاريعه، وقياداته للإدارة، ومزاجٍ شعبي عام راغب فيه وداعمٍ لطروحاته.ترامب مختلف هذه المرة

وفي مقاله 'كيف ستكون علاقتنا مع ترامب؟' بصحيفة 'الشرق الأوسط'، يقول 'الراشد': 'حتَّى الذين يختلفونَ مع الرئيس دونالد ترامب، يعترفونَ بأنَّ الولاياتِ المتحدةَ تحت قيادته تشهد، منذ اليوم الأول، ثورةً تقود إلى تغييراتٍ مهمة، ولو لم يحقّق كلَّ ما وعد به حرفياً.. الجانب المهمُّ والمختلف، هذه المرة، أنَّ ترامب ليس شخصاً، بل تيارٌ عريض. يدخل البيتَ الأبيض مستعداً مسلَّحاً بمشاريعه، وقياداته للإدارة، ومزاجٍ شعبي عام راغب فيه وداعمٍ لطروحاته. بهذا الزَّخم هي ثورة مختلفةٌ عن سياق الرئاسات السابقة، ومختلفةٌ حتى عن رئاسته الأولى'.لديه رغبة في تحقيقِ سلامٍ فلسطينيّ عربيّ إسرائيليّ

ويطرح 'الراشد' الدور المنتظر من ترامب في منطقة الشرق الأوسط، ويقول: 'بالنّسبة لمنطقتنا، نعتقد أنَّنا بِتنا نعرف ترامب جيداً، وسيكون لاعباً إيجابياً وفقَ برنامجه المعلَن. عنده رغبة في تحقيقِ سلامٍ فلسطينيّ عربيّ إسرائيليّ. ويريد حسمَ الإشكال الإيراني بأحد خيارين: المصالحة ووقف النشاط النووي، أو المواجهة. كما أعلن أنَّه يريد معالجةَ المسألة السّورية، بما في ذلك الدور العسكري التركي فيها. وسيدعم «السيادة العراقية»، بما تعنيه من إنهاءِ الميليشيات المحسوبة على إيران، حتى يستطيع سحبَ ما تبقَّى من القوات الأمريكية. وفي اليمن جعلَ الحوثي أول ضحاياه، أعاده إلى قائمةِ الإرهاب، وبذلك يتبنَّى سياسة معاكِسة. سلفُه بايدن كان يهدّد ميليشيا الحوثي بوضعها على قائمة الإرهاب إنْ لم توقفِ الاعتداءاتِ، ولم تفعل، وهو لم يضعها. في حين أنَّ ترامب أبلغها بأن تتوقف إن كانت تريد رفع اسمِها من قائمة الإرهاب'.ستكون السعودية أول بلدٍ يفتتح به زياراتِه الخارجية

ويضيف الكاتب: 'لأنَّ السعودية حافظت على علاقة مميّزة معه في رئاسته الماضية، اختار أن يبدأ اتصالَه الهاتفيَّ الأول مع زعماء العالم، بوليّ العهد السعودي، ويعلن أنَّه عازم على أن يكرّر زيارته.. قالَ: ستكون السعودية أول بلدٍ يفتتح به زياراتِه الخارجية وستشمل اتفاقاتٍ اقتصادية بستمائةِ مليار دولار. حول هذه النقطة تحديداً فإنَّ معظم الزيارات، غير الطارئة، هي ذات أبعاد اقتصادية.. ترامب عندما يتحدَّث يخاطب جمهورَه بلغة السّوق، الرّبح والخسارة. ولنتذكر أنَّ التعاملَ الاقتصادي مع الولايات المتحدة هو المكسب. الخطورة عندما تضعك على قائمةِ الممنوعين من التّعامل التجاري معها'.بين المملكة والولايات المتحدة مشاريع كبرى

ويرصد 'الراشد' الأهمية الاقتصادية للعلاقة بين المملكة والولايات المتحدة، ويقول: ' ففي الشهر الماضي، ورداً على الأصوات المعادية لها، علَّقت وزارة الخارجية الصينية بأنَّ التعامل الاقتصادي بينها وبين الولايات المتحدة يعود بالفائدة على الجانبين. للصين استثمارات بنحو سبعمائةِ مليار دولار في الولايات المتحدة.. في رئاسته الأولى، زارَ ترامب الرياض بعد إطلاق ولي العهد مشروعَه العملاق «رؤية 2030». وجَرَت تفاهماتٌ على مشاريع كبيرة، لكنَّ بعضها لم يتم؛ إما نتيجة قيود المُشرّعين الأمريكيين آنذاك أو لاعتبارات أخرى، وكانَ حجمها في الأخير أقلَّ من الطموحات المعلَنة. والمنجز من معظم الوعودِ للعقود على دفعات طويلة، أحياناً عشر سنوات. وجزء كبير منها استثمارات ذاتُ عوائد مربحة'.محمد بن سلمان استثمر في العلاقة مع خير حليف

ويعلق 'الراشد' قائلاً: 'العلاقة بين الرياض وواشنطن دائماً إستراتيجية وليست ظرفية. هذا ما تبيَّن للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي، حتى من دون نفط، ومن دون صفقات تجارية، أو حتى علاقة شخصية، عَرَض على السعودية التعاون الإستراتيجي، وطرح مشروع الاتفاق الدفاعي. مع ترامب، الأرجح أن تكون العلاقة أقربَ وأدفأ، خاصة أنَّ ولي العهد السعودي استثمر في العلاقة معه، ووجدَه خير حليف.. وهناك المشروع الكبير لصالح المنطقة، الذي لا يمكن أن يُحسب بالدولارات، ولن تنسينا إياه الاستثمارات؛ وهو الرغبة في تحقيق السَّلام الإقليمي، والسَّعي لحل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية'.ترامب سيجد كلَّ ترحيب في الرياض

وينهي 'الراشد' قائلاً: 'ترامب شخصية استثنائية يحمل أحلاماً كبيرة وعزيمة جبارة، لننظرْ ماذا فعل في أول يوم له بالبيت الأبيض، لم يُعرَف مثله من قبل. سيجد كلَّ ترحيب، يهمّنا أن نكونَ في صف هذا الرَّجل التاريخي، وأن نكسبَه في صفّنا'.