سعد الشيتي -

أربكت الرسوم الجمركية -التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دول العالم بما فيها حلفاء الولايات المتحدة، بنسب مختلفة- الأسواق خلال تعاملات الخميس، التي اتسمت بالاحتماء بالملاذات الآمنة من الأصول والعزوف عن المخاطرة.

وفي أسواق النفط انخفضت أسعار الخام تحت ضغط الرسوم الجمركية، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تقوض الطلب على الخام من جراء توقعات بانخفاض الإنتاج وتراجع النمو الاقتصادي.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت %6.5 إلى 70.03 دولارا، في أحدث تعاملات الخميس.

وقال بيارني شيلدروب كبير محللي السلع لدى مجموعة «إس إي بي» إنهم يدركون أن ذلك سيكون له تأثير سلبي في التجارة والنمو الاقتصادي، وبالتالي على نمو الطلب على النفط «لكننا لا نعرف مدى فداحة ذلك، إذ إن آثاره ستظهر تدريجيا في المستقبل».

تأثير سلبي

وقال الخبير النفطي عبدالحميد العوضي ان الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سيكون لها تأثير سلبي في الاقتصاد العالمي وعلى قيمة سعر صرف الدولار، وبالتالي سينعكس هذا الامر على النفط الذي يشكل %65 من التجارة العالمية.

وتوقع العوضي ان تكون هناك في بادئ الامر ربكة في اسعار النفط التي قد تنخفض الى مستوى 60 - 65 دولارا، وان الاسعار تتذبذب في ضوء المؤثرات الجيوسياسية، لافتا الى تأثير هذه الرسوم الجمركية ستتضح آثارها اكثر في النصف الثاني من العام الحالي.

وبين ان تأثر النفط الكويتي من هذه الرسوم يأتي من تضرر سعر الدولار ورغبة ترامب بتخفيض قيمته لتحفيز صادرات بلاده واعادة التوازن التجاري مع البلدان المعنية، اضافة الى انخفاض اسعار النفط، اما بخصوص الانتاج لن يكون هناك تاثير في انتاج الكويت والدول المصدرة، كون اغلب الكميات محجوزة لمدد طويلة، وان دول اوبك تسعى لزيادة انتاجها تلبية لزيادة الطلب العالمي.

ولفت الى وجود مشاريع بتروكيماوية مشتركة بين الكويت والولايات المتحدة، ويتم تصدير جزء من انتاجها الى الولايات المتحدة وانه من الصعب حاليا تحديد مدى تأثرها بهذه الرسوم وايضا مدى ثبات وتغير سعر الفائدة المعلن من قبل البنك الفدرالي الامريكي ومدى خفض التوترات في الشرق الأوسط وحرب روسيا واوكرانيا.

العرض والطلب

قال الخبير الاستشاري النفطي د.عبدالسميع بهبهاني: «إنه من منظور اقتصادي، فإن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم، تعتبر ذكية بعد الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، وتجاوز ديونها حاجز الـ32 تريليون دولار، أدت غرضها والآن وقت جني ثمارها بهيمنة أمريكية على العالم».

وتابع: «عندما ننظر الى الصناعة الأمريكية فسنجد أن %68 منها تصنع خارج الولايات المتحدة، الأمر الذي سبب عواقب وخيمة على الاقتصاد الأمريكي من تضخم وفرص العمل».

واستبعد بهبهاني أن «تؤدي الرسوم المفروضة إلى انخفاض الطلب على النفط، متوقعاً أن يكون العرض والطلب متوازنين خلال الفترة المقبلة».

وبين أنه «رغم الضجة الكبيرة التي أحدثتها الرسوم الجمركية والقلق العالمي، فإن انخفاض أسعار النفط لم يكن بحجم هذه الضجة»، لافتاً إلى أن «انخفاض الدولار حدَّ من انخفاض أسعار الخام بشكل كبير».

وتوقع بهبهاني استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة وأن تتجه «أوبك» في اجتماعها المقبل خلال الأسبوع عن عودة تعويض الخفض مطلع مايو إلى تأجيل قرار التخفيض.

وأضاف أن «المعروض النفطي الخليجي لن يتأثر بهذه القرارات، حيث إن شركات التصنيع العالمية المتجهة الى الولايات المتحده ستقفز بأعمالها خلال الفترة المقبلة لمواجهة هذه الرسوم، إضافةً الى أن الطلب على النفط خلال فصل الربيع دائماً ما يرتفع».

إعفاء واردات النفط

وذكر البيت الأبيض أمس أن واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة ستكون معفاة من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب.

وقد تؤدي سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى مفاقمة التضخم وإبطاء النمو الاقتصادي وزيادة النزاعات التجارية، وهي احتمالات أثرت سلبا في أسعار النفط.

وقد دعمت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة أمس الاتجاه الهبوطي، بعدما أظهرت ارتفاعا كبيرا بشكل مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية بلغ 6.2 ملايين برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 2.1 مليون برميل.

وأعلن البيت الأبيض إعفاء واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويمثل هذا الإعفاء مصدر ارتياح لقطاع النفط الأمريكي، الذي عبر عن مخاوفه من أن الرسوم الجديدة قد تربك التدفقات وترفع التكاليف على كل شيء، بدءا من النفط الخام الكندي الذي يغذي مصافي الغرب الأوسط، ووصولا إلى شحنات البنزين والديزل الأوروبية إلى الساحل الشرقي.

وأعلن ترامب أنه سيفرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة %10 على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، ورسوما جمركية أعلى على العشرات من أكبر الشركاء التجاريين للبلاد، ما يفاقم حربا تجارية بدأها لدى عودته إلى البيت الأبيض.

ومع ذلك، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الحماية التجارية لا تنطبق على واردات الطاقة من كندا أو المكسيك -المُعفاة بالفعل بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا- ولا تنطبق على واردات الطاقة من أي دولة أخرى.

وكندا والمكسيك هما أكبر مصدرين للنفط الخام المستورد إلى الولايات المتحدة، في حين تعد أوروبا مصدرا مهما للوقود المستورد إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث تقل مصافي النفط.

**«أوبك+» توافق على زيادة إنتاج النفط بأكثر من التوقعات في مايو

كانت دول «أوبك+» قد وافقت الخميس، على زيادة إنتاج النفط، التي كانت مقررة لشهر مايو، إضافة إلى زيادتين شهريتين.

وعدلت الدول الثماني المشاركة بتخفيضات أوبك بلس إنتاج مايو بمقدار 411 ألف برميل يوميا، بما يوازي ثلاث زيادات شهرية.

قال مصدران في أوبك+ إن اجتماعا لثمانية وزراء كبار في أوبك+ سيبقي على سياسة إنتاج النفط، التي تدعو إلى زيادات تدريجية في الإنتاج اعتبارا من أبريل، من دون تغيير على الأرجح، وفقا لـ«رويترز».

وأضاف أحد المصدرين أن المحادثات بدأت بعد الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش بوقت قصير. وتوقع مصدر آخر أن يشدد الوزراء على ضرورة الالتزام بأهداف إنتاج النفط بشكل أقوى.

وقالت مصادر لـ«رويترز» إن إنتاجا قياسيا مرتفعا في قازاخستان أثار غضب عدد من الأعضاء الآخرين في المجموعة. وتحث «أوبك+» قازاخستان، من بين أعضاء آخرين، على إجراء تخفيضات إضافية لتعويض فائض الإنتاج.

ومن المقرر أن ترفع ثماني دول أعضاء في أوبك+، المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، إنتاج النفط بمقدار 135 ألف برميل يوميا في مايو.

وقال المصدران إن من المتوقع أن تمضي المجموعة قدما في هذه الخطة. وصدرت تعليقات مماثلة يومي الثلاثاء والأربعاء من مندوبين في أوبك+.

ويمثل رفع الإنتاج في مايو الزيادة التالية في خطة اتفقت عليها روسيا والسعودية والإمارات والكويت والعراق والجزائر وقازاخستان وسلطنة عمان للتخفيف التدريجي لأحدث خفض لإنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، الذي دخل حيز التنفيذ هذا الشهر.

وتطبق أوبك+ أيضا تخفيضات أخرى في الإنتاج قدرها 3.65 ملايين برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل لدعم السوق.

الدولار يتراجع وسط الخوف من رسوم ترامب

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري يهبط %1 وسط القلق من تأثير الرسوم الجمركية في الاقتصاد الأميركي

تراجع مؤشر يقيس أداء الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له خلال 5 أشهر، إذ استعد المضاربون لتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على الاقتصاد.

وانخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة وصلت إلى %1 ليصل إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر الماضي، إذ شهد الدولار الأميركي تراجعاً كبيراً أمام الين والفرنك السويسري. كما ارتفع اليورو بأكثر من %1 ليصل إلى أقوى مستوى له خلال 6 أشهر، مقترباً من حاجز 1.10 دولار الذي يلقى اهتماماً كبيراً من الأسواق.

توقعات بخفض الفائدة

وانعكست المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأمريكي أيضاً على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي، ما قد يزيد من الضغوط التي تدفع الدولار نحو التراجع. كما أشارت عقود المقايضات المرتبطة بمعدل الفائدة لليلة واحدة إلى احتمال بنسبة %84 لخفض الفائدة بحلول يونيو المقبل، مقارنة بـ%76 أمس. في الوقت ذاته، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لتقترب من %4.

ارتفاع الذهب الى مستوى قياسي

ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي خلال تعاملات الخميس وسط اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، بعد أن أعلن ترامب عن الرسوم الجمركية، وذلك قبل أن يتراجع مع الاتجاه لجني الأرباح.

وارتفع الذهب في التعاملات الفورية إلى 3167.71 دولارا للأوقية (الأونصة) وهو أعلى مستوى على الإطلاق، لكنه تراجع %0.18 إلى 3127.44 دولارا في أحدث تعاملات.

وقد فقدت العقود الأميركية الآجلة للذهب %0.56 لتسجل 3147.20 دولارا للأوقية.