اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
وليد منصور -
كشف تقرير حديث أن تراجع الدولار يلقي بظلاله على القوة الشرائية لسكان دول الخليج، ويؤثر في سلوكهم المالي، من الإنفاق إلى الحوالات، في وقت تسجل فيه السياحة الإقليمية انتعاشًا ملحوظًا.
ووفق تقرير نشر على موقع The National، فقد هبط مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات، متأثرًا بالضغوط على السياسة النقدية الأمريكية وتوجهات العجز المالي، مما أدى إلى فقدانه أكثر من %10 من قيمته خلال النصف الأول من 2025.
وبما أن معظم عملات مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالدولار (باستثناء الدينار الكويتي)، فإن تحركات الدولار تنعكس مباشرة على أنماط الإنفاق في المنطقة.
الأسعار الخارجية
ويشير التقرير إلى أن انخفاض الدولار يؤدي إلى زيادة كلفة السفر والدراسة وشراء السلع الفاخرة من الخارج، خصوصًا من أوروبا وبريطانيا، حيث أصبحت العملات المحلية أقل قدرة على تغطية هذه النفقات.
ويرى بن بولجر، المخطط المالي ومؤسس شركة Squirrel Education، أن السلع والخدمات المستوردة، لا سيما الإلكترونيات والأدوية، أصبحت أكثر تكلفة، ما يضغط على ميزانيات الأسر ويغذي التضخم تدريجيًا.
كما يؤثر ضعف الدولار على تحويلات الوافدين، إذ تنخفض القيمة الفعلية للأموال المرسلة عند تحويلها إلى عملات مثل الروبية الهندية أو البيزو الفلبيني. وبحسب حمزة دويك من ساكسو بنك – الشرق الأوسط، فإن هذا يدفع بعض المغتربين لتقليص التحويلات أو تأجيلها بانتظار تحسن أسعار الصرف.
مع ذلك، يلفت التقرير إلى أن تراجع بعض العملات المستقبلة مثل الروبية مقارنة بالدرهم، شجع على زيادة التحويلات في بعض الحالات، كما حدث في يونيو 2025.
الاستثمارات والسفر
استثماريًا، أدى ضعف الدولار إلى توجه المستثمرين نحو أصول تعتبر ملاذات آمنة، مثل الذهب والأسهم المقومة بعملات قوية. وتشير أنيتا غوبتا، من Wealthbrix Capital Partners، إلى أن هذا التوجه يعزز جاذبية الاستثمارات في الإمارات من قبل مستثمرين أجانب يملكون عملات أقوى.
أما على صعيد السياحة، فيشير فيجاي فاليشا من Century Financial إلى أن ارتفاع كلفة السفر إلى أوروبا سيدفع بالكثير من المقيمين في الخليج لاختيار وجهات إقليمية أرخص مثل مصر ولبنان والأردن، ما يعزز السياحة الإقليمية على حساب السفر إلى الغرب.
كما يوضح نيكولا ميشيلون من Alagan Partners أن انخفاض الدولار يجعل أسعار الفنادق الخليجية أكثر جاذبية للسياح الأجانب من خارج المنطقة، مما يعزز تدفقات الزوار.
بحسب التقرير، فإن تراجع الدولار يعيد تشكيل أنماط الاستهلاك والاستثمار والسفر في الخليج. فبينما تتقلص القوة الشرائية الخارجية، تبرز فرص جديدة في السياحة الإقليمية والاستثمار المحلي، في مشهد اقتصادي يتسم بالحذر والتحول.