اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
#جامعة_البلقاء_التطبيقية: قصة وطنية في التعليم التقني
#محمد_عاطف_خمايسة
عندما يسكت الجميع، ويصبح الحديث عن جامعة وطنية ذات تاريخ مضيء محملا بالاحتمال والتشكيك، نخرج حاملين في القلب اسم واحد بلهجة المحب الواثق جامعة البلقاء التطبيقية. إنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل مشروع وطني كبير، أخذ على عاتقه أن يربط بين العلم والعمل، بين الفكرة والتطبيق، وبين طموحات الشباب واحتياجات سوق العمل
منذ تأسيسها، آمنت الجامعة أن مستقبل الأردن لن يُبنى على الشهادات وحدها، بل على الكفاءات الحقيقية القادرة على الإبداع والإنتاج. ولهذا، كان التعليم التقني والتطبيقي هو جوهر رسالتها، فانتشرت كلياتها في جميع محافظات المملكة، لتكون قريبة من أبناء الوطن، تمنحهم فرصة متكافئة للتعلم والتدريب، وتجعل من التعليم العالي جسراً للتنمية لا عبئاً على الاقتصاد.
لقد صنعت الجامعة إنجازات عملية حقيقية، يتجلى أولها في استحداث عشرات التخصصات الحديثة المواكبة لعصر الثورة الصناعية الرابعة: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والروبوتات، إلى جانب التخصصات الطبية والهندسية التطبيقية. هذه البرامج لم تكن نظريات جامدة، بل تجارب حية يعيشها الطلبة في مختبرات حديثة وورش مجهزة وفق أعلى المعايير.
كما أولت الجامعة اهتماماً كبيراً بالبعد العملي من خلال ربط الطلبة بالشركات والمصانع والمؤسسات، عبر التدريب الميداني والبرامج التعاونية، لتختصر المسافة بين القاعة الدراسية وميدان العمل. وبذلك تحولت مشاريع التخرج من أوراق توضع على الرفوف إلى حلول عملية تخدم المجتمع وتسدّ ثغرات في السوق.
وفي سياق متصل، أسست الجامعة مراكز للتميز والابتكار والريادة، احتضنت من خلالها أفكار الطلبة وحوّلتها إلى مشاريع ناشئة تدعم الاقتصاد الوطني، وتفتح للشباب آفاق العمل الحرّ. كما انفتحت على المجتمع المحلي، عبر مبادرات وبرامج تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة الموارد البشرية وتعزيز روح المبادرة والإنتاج.
جامعة البلقاء التطبيقية لم تكتفِ بالعمل داخل الحدود، بل مدت جسور التعاون مع جامعات ومؤسسات عالمية، ووقّعت اتفاقيات لتبادل الخبرات والبرامج الأكاديمية، ما أتاح لطلبتها وأساتذتها فرصة الاطلاع على تجارب متقدمة، ونقلها إلى الأردن بما يخدم عملية التطوير المستمرة.
اليوم، يمكن القول إن الجامعة أصبحت رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني، وبديلًا عمليًا عن التخصصات المشبعة، وركيزة أساسية في إعداد جيل جديد يحمل مهارات العصر لا مجرد شهاداته. إنها الجامعة التي تُحوّل الأحلام إلى إنجازات، وتثبت أن التعليم ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لبناء الإنسان والوطن.
وعندما نتحدث عن جامعة البلقاء التطبيقية، فنحن لا نستعرض مؤسسة تعليمية فحسب، بل نروي قصة وطنية متجددة، يكتبها الطلبة بخطواتهم، والأساتذة بعطائهم،ورئيسها الأستاذ الدكتور احمد فخري العجلوني بفكر متقد وخطوات نحو التميز ، والمجتمع بدعمه. إنها قصة الأردن وهو يستثمر في شبابه، ليبقى قويًا بما يملك من عقول وسواعد، وليثبت أن العلم حين يقترن بالفعل، يصنع تاريخًا لا يُزاحم.