×



klyoum.com
jordan
الاردن  ٤ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
jordan
الاردن  ٤ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار الاردن

»سياسة» وكالة رم للأنباء»

كيف تحولت ايران من الحروب بالوكالة الى المواجهة المباشرة ؟

وكالة رم للأنباء
times

نشر بتاريخ:  الخميس ٣ تموز ٢٠٢٥ - ١٦:١٢

كيف تحولت ايران من الحروب بالوكالة الى المواجهة المباشرة ؟

كيف تحولت ايران من الحروب بالوكالة الى المواجهة المباشرة ؟

اخبار الاردن

موقع كل يوم -

وكالة رم للأنباء


نشر بتاريخ:  ٣ تموز ٢٠٢٥ 

رم -

مهدي مبارك عبد الله

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وتحديدا في عهد الشاه الاخير محمد رضا بهلوي لم تكن إيران عدواً لإسرائيل وكانت العلاقات بين البلدين وثيقة جدا وهنالك تحالفات غير معلنة بين البلدين تمثلت في تبادل المعلومات الاستخبارية واتفاقيات الشراكة الاقتصادية ورعاية المصالح المشتركة لكن بعد الثورة الإيرانية في العام 1979 بقيادة الامام الخميني تغير كل شيء في طهران واصبحت إسرائيلَ غدة سرطانية معدية يجب استئصالها حيث رسم النظام الايراني الجديد توجهاته على مبادئ أيديولوجية ودينية تعادي إسرائيل وتدعم القضية الفلسطينية وتتدخل في اتون الصراع بوسائل متعددة

ارشيف الصراع الإيراني الإسرائيلي طويل وقد امتد من لبنان إلى اليمن ومن غزة إلى الجولان وكانت معظم المعارك تخاض في الظل وعبر وكلاء وأذرع منتشرين على امتداد جغرافيا المنطقة العربية وفي لحظة زمنية متقاربة اختفت خطوط التماس وتغيرت قواعد اللعبة المعهودة وبدأت المواجهة العلنية المباشرة بين ايران واسرائيل بالقصف والاستهداف المتبادل فما الذي طرأ ولماذا الآن بالتحديد وهل كانت هذه المواجهة خيار تكتيكي أم أنها فُرضت على إيران

بأشراف قادة اجهزتها الاستخباراتية وفي الظل نسجت إيران شبكة نفوذ اقليمي مترامية الاطراف من الاذرع والوكلاء المنظمين و المسلحين خارج حدودها امتدت شبكاتهم من لبنان إلى غزة ومن بغداد إلى صنعاء لتشكل جدار عسكري وأمني وأيديولوجي يحاصر إسرائيل حيث ولد حزب الله اللبناني في العام 1982 بدعم كامل من الحرس الثوري الإيراني وفي فلسطين دعمت طهران حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيما وجدت في سوريا لاحقا حليف استراتيجي قوي أما في العراق وبعد العام 2003 ومع سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين دعمت طهران فصائل شيعية مسلحة عرفت لاحقاً قوات الحشد الشعبي وفي اليمن عززت نفوذها عبر جماعة الحوثيين كل تلك الأذرع باتت تعرف بمحور المقاومة التي شكلت الطوق العسكري حول إسرائيل ولسنوات طويلة بنت القيادة الإيرانية شبكة من الميليشيات المتحالفة في الشرق الأوسط تتشارك في كراهية إسرائيل وأمريكا بهدف كسب النفوذ الإقليمي وحماية النظام

منذ العام 2012 كثفت إسرائيل من ضرباتها الجوية داخل سوريا مستهدفةً مواقع الحرس الثوري ومخازن الأسلحة الإيرانية كما نفذت سلسلة من الاغتيالات لعلماء إيرانيين كان أبرزهم محسن فخري زادة أحد أهم عقول المشروع النووي الإيراني ولم تعلن إسرائيل حينها رسمياً مسؤوليتها عن معظم تلك العمليات لكن رسائلها كانت واضحة وهي تعلن لن نسمح لإيران بالتمركز عسكرياً قرب حدودنا

بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في العام 2018 تسارعت خطوات إيران نحو تخصيب اليورانيوم وقبل العدوان الاسرائيلي على ايران وبحسب تقديرات غربية ومراكز تتبع مسار السلاح النووي اثيرت شكوك بان طهران تقترب من القدرة على تصنيع قنبلة ذرية حيث اعتبرت إسرائيل في ذلك تهديد وجودي لشعبها وكيانها

هجوم 7 أكتوبر النوعي في العام 2023 الذي نفذته حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر 250 أعاد تشكيل قواعد اللعبة حين اتهمت إسرائيل إيران بدعم العملية وفي عمليات الرد الإسرائيلي على غزة كان دائماً ما يبرز سؤال امني اسرائيلي هل ستنضم إيران مباشرة إلى الحرب الا انه ورغم تبادل النيران من لبنان وسوريا واليمن بقيت طهران تقاتل بالوكالة حتى جاءت لحظة الانفجار في نيسان من العام 2024 وللمرة الأولى أطلقت إيران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية مباشرة نحو إسرائيل كرد على قصف قنصليتها في دمشق ومقتل ضباط كبار من الحرس الثوري حيث تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بمساعدة أمريكية وفرنسية وبريطانية من إسقاط معظمها لكن الرسالة وصلت بأن إيران باتت مستعدة للقتال مباشرة اذا ما أجبرت على المواجهة بعدما تداعت أذرعها العسكرية في المنطقة

المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل لم تعد مجرد احتمال بل صارت واقع ملموس بعد عقود من الاغتيالات الخفية والحروب بالوكالة والصراعات المؤجلة أصبح الطرفان وجهاً لوجه بشراسة وعناد لكن السؤال الأخطر يبقى هل هذه بداية النهاية للصراع أم مجرد فصل جديد في حروب لا تنتهي بالتحليل المنطقي نجد بأن إيران لم تكن تريد تلك المعركة الكبرى لكنها فوجئت بالهجوم الإسرائيلي المباغت على اراضيها و أسهم في القضاء على أكبر الجنرالات واهم العلماء وافضل منصات اطلاق الصواريخ في طهران بشكل كامل وسريع

معظم الخبراء والمراقبون يتفقون على أن الضربات التي شنت على العراق في العام 1981 وسوريا عام 2007 وتمكنت وقتها من وقف الطموحات النووية للبلدين لن تكون كافية للقضاء على برنامج إيران النووي بشكل كامل لان ذلك أمر مستحيل نظراً لحجم التعقيدات الموجودة في هذا الملف وتوزيع المواد المخصبة واجهزة الطرد المركزي على مواقع سرية متعددة بالإضافة الى مستوى التحصينات العسكرية والانشائية حول المواقع النووية لا سيما منشأة فوردو التي توجد على عمق 90 متر تحت الأرض بالإضافة إلى عدة عوامل حيوية أخرى لامجال لذكرها

اليوم وبعد عقود طويلة مرت على الصراع بين إيران وإسرائيل تقف الدولتان وجهاً لوجه في حرب تجاوزت حدودهما الجغرافية وادت الى انهيار خطوط الردع وفقدان إيران أذرعها الواحدةَ تلو الأخرى وكأنهم اصبحوا خارج المشهد العملي وفي خضم الهجمات الاخيرة بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوم كان لافتا عدم مشاركة الفصائل المسلحة في الحرب إلى جانب طهران وكثير من الميليشيات المتحالفة مع إيران والاكثر عمق وارتباط عقائدي وجغرافي وأيديولوجي بها لم يتحمسوا لدخول المعركة وبدأوا يتساءلون فيما إذا كان هذا هو الوقت المناسب للمواجهة والمقاومة أم إذا ما كان الوقت انسب لإخفاء رؤوسهم ومحاولة البقاء خارج دوامة هذا الصراع وعدم الانجرار إلى حرب أخرى تفقدهم الكثر من مكتسباتهم ونفوذهم رغم ان إيران كانت فعليا قادرة على التصدي والمواجهة دون مساعدة أي من الحلفاء الصغار

خلال القراءات الدقيقة نلاحظ مثلا ان حزب الله اللبناني الذي كان ينظر إليه ذات يوم على أنه الأكثر قوة في محور المقاومة الإيراني الا انه لم يطلق صاروخًا واحدًا منذ أن هاجمت إسرائيل وبعدها امريكا إيران حيث دَمرت القوات الإسرائيلية قدراته العسكرية واغتالت اهم قيادته على مدار العام الماضي والحزب يحاول إعادة بناء نفسه تنظيميا وعسكريا في ظروف صعبة للغاية والقادة الجدد يحملون في اعماقهم عتب كبير بسبب نقص الدعم من قبل طهران خلال حرب الحزب الاخيرة مع إسرائيل وبعد التحقيق في تفجيرات البيجر والاغتيالات المتكررة القى بعض الشخصيات الوازنة في حزب الله باللوم في تلك الإخفاقات والاختراقات الاستخباراتية التي طالتهم على العناصر الامنية للحرس الثوري الإسلامي والملاحظ في هذا السياق وجود تحول دقيق لدى حزب الله بالعمل بعيدًا عن إيران وتركيزه على جذوره اللبنانية واكتفائه عبر بياناته السياسية والاعلامية بالتنديد والاستنكار والتعاطف المعنوي مع كل ما يجري في طهران

أما حركة حماس الفلسطينية المسلحة فهي مشغولة في مواجهات غير متكافئة مع قوات الاحتلال بعد قرابة عامين من الحرب حيث قُتل معظم قادتها ودمرت اسرائيل كل غزة بعد استهدافها المواطنين والمقاومة الفلسطينية بشكل منهجي وطوال المعاناة في غزة لم تفعل إيران شيئًا يذكر لمساعدة أي من التنظيمات على مواجهة إسرائيل في ساحة المعركة بشكل مؤثر

بخصوص الامر على الساحة العراقية موطن العشرات من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لم تستهدف الميليشيات الشيعية هنالك أي من القواعد العسكرية او المصالح الأمريكية او آلاف من الجنود الأميركيين المتواجدين في قواعد بمختلف أنحاء البلاد كما فعلت في الماضي وبعض قيادات هذه المليشيات اصبحوا مشغولين في عقد الصفقات المالية وجمع الثروات من قطاع النفط وادارة شبكات الأعمال التجارية والبعض الاخر باتوا من اللاعبين الأساسيين في الحكومة العراقية ورضخوا لضغوط رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني للبقاء خارج الصراع وتجنب الخطاب الاستفزازي المثير للضجة ولطالما كانت في الماضي القريب الفصائل المسلحة العراقية مثل لواء سيد الشهداء وأنصار الله الأوفياء وكتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق والنجباء أدوات رئيسية في الرد الإيراني غير المباشر على التحركات الأميركية ومن أبرز هذه المحطات ما كان في عام 2020

منذ سنوات تحولت الفصائل العراقية من جماعات خاضعة للسيطرة الإيرانية المباشرة إلى جماعات مسلحة تتمتع باستقلالية أكبر وقد اعلنت بعض الميليشيات المدعومة من إيران في العراق للمرة الأولى عن استعدادها لنزع سلاحها في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة عليها وان اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية مطلع يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي أزال أداتين قويتين كانت إيران تستخدمهما للسيطرة على الفصائل العراقية وتوجيهها فغياب شخصية الأب الروحي للفصائل جعل هذه الجماعات ترسم مساراتها الخاصة وتبقى في حالة ترقب حذر وتناي بنفسها عن أي وضع خارجي من اجل عدم فقدان المكاسب السياسية والاقتصادية التي حظيت بها في الداخل العراقي

على الضفة الاخرى كانت ميليشيات الحوثي اليمنية على الرغم من خطابهم العام وشعارهم الذي يدعو إلى الموت لأمريكا وإسرائيل الا ان الحركة لم تكن خاضعة بالكامل لإيران وهي لا تملك الترسانة الكبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار بسبب أسابيع سابقة من الغارات الجوية الأمريكية وهي المنظمة الوحيدة التي اطلقت عدة صواريخ على إسرائيل ويبدو أن مشاركتهم المحدودة في الصراع الإيراني الإسرائيلي الجاري كانت محسوبة بمقادير التوازنات الاقليمية والدولية

استمرار الحروب القاسية في المنطقة تركت حلفاء إيران حذرين من مواجهة إسرائيل التي أظهرت قدرات عسكرية واستخباراتية متفوقة بشكل كبير وبعضهم اصبحوا يركزون على مصالحهم الخاصة وليس لديهم الكثير ليخسروه في حرب موسعة لا جدوى منها في حين كان من المفترض ان انضمام امريكا إلى إسرائيل في قصف إيران ان يثير السخط العارم والغضب المناهض لأمريكا ويحفز الوكلاء على تنفيذ رد فعل عنيف وتضامن كبير مع إيران في جميع أنحاء العالم الإسلامي الا ان ذلك لم يحدث ابعد من الاطار الشعبي السيط في بعض الدول

المشهد البانورامي للأحداث في عام 2025 يبدو مختلفا تمامًا فعلى الرغم من الضربات الأميركية المؤلمة على البنية النووية الإيرانية لم تسجل حتى اللحظة أي عملية بارزة تبنتها اذرع الفصائل الموالية لإيران مقابل اصدار بيانات تهديد اعلامية تقليدية فما الذي تغير ولماذا تراجعت السيطرة المركزية الإيرانية على اذرعها وكذلك رغم الغارات الأميركية المؤثرة اكتفت إيران بردود رمزية مثل إطلاق صواريخ على قاعدة العديد الجوية في قطر في عملية وصفت بأنها مدروسة وغير قاتلة حيث تم إبلاغ الجانب القطري مسبقًا بها ولم تسفر عن إصابات أو أضرار وان هذا النهج يعرف في الأوساط الاستخباراتية ( بالتصعيد المحسوب ) الذي يهدف إلى حفظ ماء الوجه دون دفع المنطقة نحو مواجهة شاملة خاصة في ظل تحذيرات استخبارية غربية من أن إيران قد تلجأ لاحقًا إلى هجمات سيبرانية أو عمليات اغتيال سرية كنوع من الانتقام التمهيدي البطيء والهادئ

ختاما نطرح بعض الاسئلة في هذا الضباب والغموض السياسي هل تخلت إيران عن استخدام شبكة قواتها الإقليمية ( اذرعها ووكلائها ) كأدوات للانتقام والتهديد والمواجهة وهل ما زالت هذه الفصائل تشكل قوة ضغط عسكرية حقيقية وهل التكتيكات والحسابات تغيرت وان الصراع أصبح يدور داخل معادلة جديدة ( تغلب الربح السياسي على الخسارة العسكرية ) وتتجنب الدخول في أي اشتباك موسع في ظل الظروف الدولية الحالية مراعاة لموازين القوى والنوايا الإقليمية المنتظرة سيما وان اسرائيل وامريكا تراقبان هذا التحول باهتمام بالغ وادراك عميق مع التوقع بأن المعركة لم تنتهي وان الرد الايراني الحقيقي قد لا يأتي على شكل صواريخ ومسيرات كالعادة بل قد يكون في ساحات أخرى غير معهودة وعبر أدوات جديدة وغريبة قد تكون أكثر ضرر ودهاء وخطورة

كاتب وباحث مختص في الشؤون السياسية

[email protected]

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار الاردن:

على خطى حكيمي.. موهبة مغربية جديدة في سان جيرمان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
3

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2072 days old | 796,789 Jordan News Articles | 3,727 Articles in Jul 2025 | 85 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 13 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم