رم -

أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية بعنوان: 'اللاجئون الفلسطينيون في سورية بعد سقوط النظام: واقع جديد – آمال وتحديات'، وهي من إعداد الباحثة الأستاذة حنين مراد. وتكمن أهمية هذه الورقة في أنها أولى الدراسات التي تعالج أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية في مختلف المخيمات في أعقاب تغيّر المشهد السياسي السوري إثر سقوط النظام السوري واستلام الإدارة الجديدة للبلاد. وتبحث كيفية تعاملها مع الملفات المهمة الخاصة بهم والجهات المسؤولة عنهم، وترصد آمال ومخاوف اللاجئين في هذه المرحلة الحساسة والمنعطف الخطير في تاريخ القضية الفلسطينية والظروف الإقليمية المعقّدة.

تعتمد الورقة المصادر العلمية الموثقة التي أمكن الوصول إليها حول الموضوع، وتعرض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية سياسياً واجتماعياً، خصوصاً في المخيمات الـ 12 التي يقيمون فيها، إلى جانب تجمعات فلسطينية أخرى، كما توضّح تأثير الحرب السورية على حياتهم اليومية والسياسية والأمنية والاقتصادية والتطورات التي تلتها خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت سقوط النظام السوري، وصولاً إلى تولّي الإدارة السورية.

وتقدّم الورقة تحليلاً دقيقاً لآمال اللاجئين الفلسطينيين ومخاوفهم في ظلّ المتغيرات الجديدة في سورية، بما في ذلك: الأمل بتحسين الأوضاع الأمنية في المخيمات، والمعيشية، والاقتصادية، والإغاثية، والبنية التحتية، والخدمات، وإعادة الإعمار، واستعادة الممتلكات وخصوصاً في الشمال السوري، بالإضافة إلى القلق بشأن مصير المعتقلين والمغيَّبين، والتَّرقب لأي تعديل قانوني يمسّ حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك الخوف من التطبيع المحتمل مع الاحتلال، ومن التجنيس والتوطين أو الترحيل، والمخاوف من تقليص دور الأونروا، وفقدان المرجعية الفلسطينية التمثيلية.

وخلصت الورقة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في سورية خلال المرحلة الانتقالية الراهنة يترقّبون صدور قوانين تحفظ كرامتهم وهويتهم الوطنية وتضمن حقوقهم. كما يأملون أن تستعيد سورية أمنها وازدهارها، ويثقون بأن الشعب السوري سيبقى سنداً للقضية الفلسطينية ونضالها في وجه مشاريع التصفية والتهجير والاحتلال، وفي التعامل مع التحولات الكبرى التي تشهدها سورية والمنطقة ككل.