×



klyoum.com
yemen
اليمن  ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
yemen
اليمن  ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار اليمن

»سياسة» صحيفة ٤ مايو الالكترونية»

اللغة المهرية: لسان الجنوب الضارب في عمق التاريخ ورمز الهوية المتجددة

صحيفة ٤ مايو الالكترونية
times

نشر بتاريخ:  الأربعاء ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ - ١٨:٥١

اللغة المهرية: لسان الجنوب الضارب في عمق التاريخ ورمز الهوية المتجددة

اللغة المهرية: لسان الجنوب الضارب في عمق التاريخ ورمز الهوية المتجددة

اخبار اليمن

موقع كل يوم -

صحيفة ٤ مايو الالكترونية


نشر بتاريخ:  ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

4 مايو / تقرير/ محمد الزبيري

في عمق الجنوب الشرقي، حيث تلتقي رمال الربع الخالي بزرقة بحر العرب، وتنتصب جبال المهرة شامخة تروي حكايات آلاف السنين، يتردد صدى لغة عريقة، لغة لا تشبه إلا نفسها، تحمل في طياتها عبق التاريخ وأصالة الهوية.

إنها اللغة المهرية، ذلك الكنز السامي الذي يرفض الاندثار، والذي يتجدد الاحتفاء به في الثاني من أكتوبر من كل عام، في يوم أصبح علامة فارقة في مسيرة النضال الجنوبي للحفاظ على كنوزه الحضارية.

إن 'يوم اللغة المهرية' ليس مجرد مناسبة احتفالية عابرة، بل هو محطة سنوية لتجديد العهد مع إرث يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وللتأكيد على أن هذه اللغة ليست مجرد أداة تواصل لأبناء المهرة، بل هي الوعاء الحافظ لذاكرتهم الجماعية، وديوان أشعارهم، وسجل أمجادهم. هو يوم للتأمل في الدور المحوري الذي تلعبه هذه اللغة، إلى جانب شقيقتها السقطرية، في نحت ملامح الهوية الثقافية والتاريخية الجنوبية بكل تنوعها وثرائها. وفي هذا العام، يكتسب الاحتفاء بعدًا أعمق، إذ يتزامن مع الاستعدادات لإحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ليربط بذلك بين النضال من أجل الهوية والنضال من أجل الوطن، ويؤكد أن استعادة الدولة الجنوبية لا تكتمل إلا بصون وحماية فسيفسائها الثقافية الفريدة.

هذا التقرير يغوص في أعماق هذه اللغة الأصيلة، مستكشفًا تاريخها، والتحديات التي واجهتها، وصمود أهلها، وصولًا إلى المكانة التي تتبوؤها اليوم في قلب المشروع الوطني الجنوبي، كرمز حي لدولة فيدرالية قادمة، دولة تتعهد باحتضان تنوعها، وتكريم خصوصياتها، وبناء مستقبل يتسع لكل أبنائها على قدم المساواة.

لغة سامية عريقة وهوية جنوبية خالصة

تُعد اللغة المهرية واحدة من أقدم اللغات السامية الحية، وتصنف ضمن عائلة اللغات العربية الجنوبية الحديثة إلى جانب شقيقاتها السقطرية والشحرية وغيرها. يرى الباحثون أن عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف عام، بل وتشير بعض الدراسات إلى أنه قد يصل إلى خمسة آلاف عام، مما يجعلها متحفًا لغويًا حيًا يحتفظ بشواهد وخصائص لغوية فقدتها الكثير من اللغات السامية الأخرى. يتحدث بها أبناء المهرة، الذين ينتمون نسبًا إلى مهرة بن حيدان، ليس فقط في محافظة المهرة التي تبلغ مساحتها حوالي 93,000 كيلومتر مربع، بل يمتد ناطقوها إلى أجزاء من سلطنة عُمان المجاورة وصحراء الربع الخالي في السعودية، وحتى إلى دول القرن الأفريقي بفعل الهجرات التاريخية.

إن هذه اللغة ليست مجرد أداة للتواصل اليومي لأبناء المهرة، بل هي وعاء لذاكرتهم الجماعية، وحاملة لتراثهم الشعبي الغني، من أشعار وأمثال وحكايات توارثوها أبًا عن جد. لهذا السبب، يمثل التراث المهري والموروث الشعبي الخاص بأبناء المهرة إرثًا جنوبيًا خالصًا، وهوية جامعة لا تخص المهرة وحدها، بل تعتز بها كل محافظات الجنوب كجزء لا يتجزأ من فسيفساء الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة.

يوم اللغة المهرية: احتفاء بالهوية وتجديد للعهد

في الثاني من أكتوبر من كل عام، والذي يصادف ذكرى تأسيس 'مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث' عام 2017، يحتفي أبناء المهرة والجنوب قاطبة بيوم اللغة المهرية. لم تأتِ هذه المناسبة من فراغ، بل جاءت تتويجًا لجهود حثيثة من الباحثين والنشطاء للحفاظ على هذا الإرث اللغوي من خطر الاندثار الذي حذرت منه منظمات دولية مثل اليونسكو. تتنوع الفعاليات في هذا اليوم بين الندوات العلمية، والعروض الثقافية والفنية، والرقصات الشعبية، والحملات الإعلامية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية اللغة المهرية.

إن هذا الاحتفاء السنوي يمثل فرصة متجددة للتأكيد على دور اللغة في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية الجنوبية ونقلها إلى الأجيال القادمة. وهي دعوة مفتوحة لكافة أبناء الجنوب في كل محافظاتهم ومناطقهم، للاحتفاء بهذا اليوم باعتبار اللغة المهرية هوية جنوبية أصيلة، والتأكيد على أن الجنوب، بتنوعه الثقافي والجغرافي، هو وطن وهوية وطنية جامعة لكل أبنائه.

اللغة المهرية:تحديات الماضي وصمود الحاضر

على مر العصور، واجهت اللغة المهرية، كونها لغة شفهية غير مكتوبة، تحديات جمة هددت بقاءها. فمع هيمنة اللغة العربية كوسيلة للتعليم الرسمي والإعلام، وغياب نظام كتابي خاص بها، بدأت اللغة تتآكل تدريجيًا. وزادت هذه التحديات بشكل كبير بعد إعلان ما يسمى بـ 'الوحدة اليمنية' في 21 مايو 1990، حيث واجهت اللغة المهرية، كغيرها من خصوصيات الجنوب الثقافية، محاولات طمس وتهميش متعمدة من قبل قوى صنعاء، التي سعت إلى فرض ثقافة أحادية على حساب التنوع الثقافي الغني للجنوب.

ورغم كل هذه الصعوبات، أظهر أبناء المهرة صمودًا أسطوريًا في الحفاظ على لغتهم. لقد تناقلوها في بيوتهم ومجالسهم، وحفظوها في أشعارهم وقصصهم، مدركين بعمق أنها ليست مجرد كلمات، بل هي جوهر هويتهم ورمز وجودهم. واليوم، يحتفي أبناء الجنوب في المهرة بيوم لغتهم بفخر واعتزاز، متحدين واقع التواجد العسكري اليمني الذي فرض على المحافظة منذ سنوات ما بعد الوحدة، ومؤكدين أن إرثهم الثقافي عصي على المحو.

المهرية والسقطرية: مكانة خاصة في قلب الجنوب

تحتل اللغة المهرية مكانة عالية وهامة في الجنوب، إلى جانب شقيقتها اللغة السقطرية. فهما لغتان أصيلتان تخصان اثنتين من أهم محافظات الجنوب: المهرة وسقطرى، اللتان تمثلان العمق الاستراتيجي والجغرافي لدولة الجنوب القادمة من بوابتها الشرقية. إن هذا الترابط اللغوي والثقافي بين المحافظتين يعكس الامتداد الحضاري الواحد والتاريخ المشترك الذي يجمع أبناء الجنوب.

إن احترام الخصوصية الثقافية والتاريخية لأبناء المهرة وسقطرى، ولكل محافظة جنوبية على حدة، هو مبدأ أساسي لدى كافة أبناء الجنوب. فالتنوع هو مصدر قوة وثراء، والاعتراف بهذه الخصوصيات وصيانتها هو حجر الزاوية في بناء دولة المواطنة المتساوية التي ينشدها الجنوبيون.

القيادة الجنوبية: اهتمام استثنائي ورؤية للمستقبل

تولي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي، اهتمامًا خاصًا واستثنائيًا بمحافظة المهرة وتراثها وحضارتها ولغتها. هذا الاهتمام ليس مجرد شعارات سياسية، بل يترجم إلى أفعال ومواقف راسخة. فالمجلس الانتقالي الجنوبي يرى في المهرة عمقًا استراتيجيًا لدولة الجنوب الفيدرالية القادمة، ويدرك أن الحفاظ على هويتها وخصوصيتها هو جزء لا يتجزأ من مشروع استعادة الدولة.

إن أحد أهم أدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي هو احترام الهويات والخصوصيات الثقافية والتاريخية والجغرافية لكل مناطق ومحافظات الجنوب، وصيانتها في إطار الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة. وهذا يؤكد أن الجنوب القادم هو جنوب لكل أبنائه، يحترم خصوصية كل منطقة ومحافظة، ويؤسس لدولة قائمة على العدل والمساواة والتنوع، مما يعكس مستوى النضج السياسي الذي وصل إليه جنوب اليوم.

الحوار الوطني الجنوبي: تشديد على أهمية لغتي المهرة وسقطرى

لم يكن الاهتمام باللغتين المهرية والسقطرية مجرد وعود، بل تم ترسيخه كالتزام وطني في أحد أهم الوثائق التاريخية للجنوب الحديث. فقد نصت المادة رقم (23) من مخرجات الحوار الوطني الجنوبي، الذي انعقد بمشاركة واسعة من كافة القوى والمكونات الجنوبية، بشكل واضح وصريح على: 'الاهتمام باللغة العربية كلغة رسمية للدولة والشعب مع بذل اهتمام خاص باللغتين المهرية والسقطرية تأصيلًا وتقعيدًا وتوثيقًا وتعليميًا واعتمادهما لغة رسمية ثانية في نطاق اقليمهما'.

إن تضمين هذه المادة يمثل إنجازًا تاريخيًا بكل المقاييس. فهو اعتراف رسمي بأهمية هاتين اللغتين، ووضع خارطة طريق واضحة للحفاظ عليهما وتطويرهما. كما أنه رسالة قوية بأن دولة الجنوب الفيدرالية القادمة ستكون دولة قائمة على احترام التعددية اللغوية والثقافية، وتضمن حقوق كل مكوناتها، وتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الوطنية الحقيقية.

يوم اللغة المهرية وذكرى ثورة أكتوبر: رمزية النضال المشترك

يتزامن الاحتفاء بيوم اللغة المهرية في الثاني من أكتوبر مع قرب حلول ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء. هذا التزامن يحمل دلالات رمزية عميقة، فهو يربط بين النضال من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية والنضال من أجل التحرر واستعادة الدولة. فكما كانت ثورة أكتوبر نقطة انطلاق لتحرير الجنوب من الاستعمار، فإن الجهود المبذولة اليوم لإحياء اللغة المهرية هي جزء من معركة أوسع للحفاظ على الهوية الجنوبية من محاولات الطمس والمحو.

وقد جاءت دعوة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لإقامة الفعاليات الرئيسية للذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر هذا العام في محافظتي حضرموت والضالع، لتؤكد على وحدة الهدف والمصير الذي يجمع كل أبناء الجنوب، من المهرة وسقطرى شرقًا وحتى باب المندب غربًا، في مشروعهم الوطني لاستعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م.

الشعر المهري: ديوان الجنوب وحافظ اللغة

لعب الشعر المهري القديم دورًا محوريًا في الحفاظ على اللغة المهرية عبر آلاف السنين. فهذا الشعر، الذي يشتهر بوفرة مفرداته وفصاحته وقوة تراكيبه، كان بمثابة الديوان الذي سجل تاريخ المهرة وأيامهم وأمثالهم وحكمتهم. لقد تناقله الرواة وحفظته الصدور، فكان الحصن المنيع الذي حمى اللغة من عوامل التعرية التاريخية.

واليوم، يُنظر إلى الشعر المهري كأحد أهم المراجع الحية للغة، ومصدر إلهام للباحثين الذين يعملون على توثيقها وتقعيدها. إن الاهتمام بهذا الفن الأدبي الرفيع وإبرازه هو جزء أساسي من جهود إحياء اللغة، لأنه يربط الأجيال الجديدة بجذورها الثقافية ويفتح أمامهم نافذة على عالم أجدادهم ricco بالجمال والبلاغة.

جهود مؤسسية لمواجهة التحديات

إدراكًا لحجم التحديات، لم تقتصر جهود الحفاظ على اللغة المهرية على المبادرات الفردية والشعبية. ففي 2 أكتوبر 2017، تم تأسيس 'مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث'، والذي انضم لاحقًا إلى جامعة المهرة، ليشكل مؤسسة بحثية رسمية تهدف إلى توثيق اللغة وتطويرها. يعمل المركز على مشاريع طموحة تشمل وضع نظام كتابي خاص باللغة المهرية، وتصميم لوحة مفاتيح حاسوبية، وإصدار كتب ودراسات، وتنظيم ندوات وفعاليات لرفع الوعي بأهمية هذا الإرث.

وتحظى هذه الجهود بدعم كبير من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرى في عمل المركز رافدًا مهمًا لترجمة مخرجات الحوار الوطني الجنوبي على أرض الواقع. وقد تم بحث آفاق التعاون لإنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية باللغة المهرية لتعزيز حضورها الإعلامي وإيصالها إلى أوسع شريحة ممكنة.

الجنوب المنشود: وطن يتسع للجميع

الاحتفاء بيوم اللغة المهرية في جوهره هو احتفاء برؤية الجنوب المنشود؛ دولة فيدرالية حديثة، تقوم على مبادئ المواطنة المتساوية والعدالة والشراكة. وطن وهوية وطنية جامعة لكل أبنائه بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم، من العاصمة عدن غربًا وحتى المهرة وسقطرى شرقًا.

إن الجنوب، بجغرافيته الطبيعية والبشرية، وتاريخه وثقافته، كما كان قبل 22 مايو 1990م، يؤكد اليوم من خلال اهتمامه بلغات وتراث المهرة وسقطرى، أنه يؤسس لدولة تحترم خصوصية كل منطقة ومحافظة وتصونها، وتضمن حقوق جميع مواطنيها دون تمييز على أساس اللغة أو العرق أو المنشأ. فالمهرة، بإرثها ولغتها وخصوصيتها، كانت وستبقى جنوبية الهوى والهوية، وشريكًا أساسيًا في بناء وتشييد صرح دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار اليمن:

ليفربول يتلقى ضربة قوية بعد السقوط أمام جالطة سراي

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
7

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2162 days old | 525,746 Yemen News Articles | 990 Articles in Oct 2025 | 990 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 15 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم