جدة - صلاح الشريف

يواصل البرنامج الثقافي المصاحب للنسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، الذي يُقام تحت شعار 'وما بينهما' في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تقديم سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي تسهم في تعزيز التفاعل مع التراث الإسلامي، وتنمية المهارات الإبداعية ضمن بيئة تعليمية ملهمة تستهدف مختلف الفئات العمرية.

وتنوعت الورش بين فنون النجارة الإسلامية، واستكشاف العلاقة بين الزهور والطبيعة في سياقات فنية، إلى جانب ورش الطهي التي تحتفي بالنكهات التراثية من خلال إعادة تقديمها برؤى معاصرة، وورش متخصصة في التصوير الفوتوغرافي وتقنياته القديمة.

وتسهم فعاليات البرنامج الثقافي، التي تستمر حتى 25 مايو الجاري، في ترسيخ الحوار الثقافي، وتوسيع أفق التفاعل الثقافي، ودعم المجتمع الإبداعي، وتحفيز الممارسات الفنية التي تجمع بين الهوية والتراث والابتكار، في إطارٍ يعكس جوهر رسالة البينالي في إبراز ما بين الماضي والحاضر من رؤى فنية وثقافية.

من جهة ثانية، يشكّل العمل الفني 'مغناطيسية' المعروض في قسم 'البداية' ضمن فعاليات بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الثانية، نموذجًا بصريًا مستلهمًا من مركزية الكعبة المشرفة، ومقدّمًا رؤية فنية تنبض بروح التأمل والتساؤل.

واتخذت صاحب العمل الفنان التشكيلي أحمد ماطر من المكعب الأسود نواةً رمزية تحاكي الكعبة المشرّفة، ويمثّل الشكل الهندسي البسيط فيها عمقًا لاهوتيًا ومغناطيسيًا في آنٍ معًا. ويقوم المكعب، الذي تبلغ أبعاده (1.6 × 1.8 × 1.8 متر)، بجذب آلاف الجسيمات الحديدية الصغيرة الموزعة فوق قاعدة بيضاء، لتدور حوله في حركة حلزونية تُماثل طواف الحجاج حول البيت العتيق.

ويحظى 'مغناطيسية' باهتمام واسع من زوّار البينالي، مجسّدًا أحد أبرز المحاور التي يتناولها قسم 'البداية' في استكشاف العلاقة بين الإنسان والمكان.

ويأتي عرض هذا العمل ضمن سياق البينالي الذي تنظمه 'مؤسسة بينالي الدرعية' بهدف استكشاف الجماليات الإسلامية من خلال عدسة معاصرة.