مباشر- أعلن مدير صندوق 'UBS SDIC Silver Futures Fund LOF' الصيني عن إغلاق الصندوق أمام الاكتتابات في أسهم الفئة 'C' اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، وذلك بعد فشل كافة المحاولات السابقة لكبح جماح المضاربات المحمومة.

وجاء هذا القرار نتيجة التدفق الهائل للمستثمرين الأفراد الذين تأثروا بمنشورات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً منصة 'Xiaohongshu'، التي روجت لشروحات حول كيفية استغلال فروق الأسعار (المراجحة) بين أسهم الصندوق المتداولة وقيمة الأصول الأساسية، مما خلق حالة من 'الجنون الاستثماري' في قطاع المعادن النفيسة.

وأعربت شركة 'UBS SDIC' لإدارة الصناديق عن قلقها البالغ من احتمال تعرض المستثمرين لخسائر فادحة حال حدوث تصحيح مفاجئ في السوق الصاعدة، خاصة بعد أن تضخمت علاوة الصندوق لتتجاوز 60% من قيمة أصوله الأساسية المتمثلة في عقود الفضة ببورصة شنغهاي.

وتعكس هذه الحادثة الهيمنة المتزايدة للمتداولين الأفراد في الصين ومحدودية خياراتهم الاستثمارية، مما دفعهم للتهافت على الصناديق المحلية النادرة التي توفر قناة للاستثمار في الفضة، تزامناً مع الارتفاع التاريخي للمعادن الذي يراقبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيراته على تكاليف الصناعة عالمياً.

قيود مشددة وتراجع حاد في علاوة السعر

ولم تتوقف إجراءات الصندوق عند الإغلاق الجزئي، بل شملت تقليص حدود الاكتتاب اليومية في الفئة 'أ' إلى 100 يوان فقط (نحو 14.26 دولاراً) بدلاً من 500 يوان، في محاولة يائسة لتجفيف منابع السيولة المضاربة.

أدى هذا التدخل الصارم إلى انخفاض سعر الصندوق للحد الأقصى اليومي المسموح به (10%) لليوم الثاني على التوالي، مما قلص العلاوة السعرية إلى 44% بعد أن كانت قد سجلت مستويات قياسية مطلع الأسبوع.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الفضة زخماً عالمياً قوياً بارتفاع ناهز 150% هذا العام، مدفوعة بزيادة الطلب الصناعي والتوترات الجيوسياسية التي غالباً ما تشتعل بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المستثمرون الأفراد وتحديات 'الاستثمار السهل' في 2026

يرى محللون أن تحول الفضة من سلعة صناعية إلى منتج استثماري مفضل في الصين يمثل تحدياً جديداً للسلطات التنظيمية مع دخول عام 2026.

وبينما حقق صندوق 'UBS SDIC' مكاسب سنوية خيالية بلغت 187%، متفوقاً على العقود الآجلة نفسها، فإن فجوة السعر الناتجة عن تدافع الأفراد تنذر بمخاطر هيكلية.

وتبقى أسواق المعادن في الصين تحت مجهر المستثمرين الدوليين، بانتظار كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع هذه القوة الشرائية الصينية الهائلة وتأثيرها على أسعار المعادن الاستراتيجية التي تدخل في الصناعات المتقدمة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة.