الرياض - مكة

في واحدة من التجارب المميزة التي يقدمها معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بَنان) في نسخته الثانية، يشارك جناح سلطان العسل؛ الذي يعرض لعسل الجنوب المستخرج بطرق تقليدية من منطقة عسير، حيث يعكس الجناح تراثًا عريقًا من استخراج العسل بأيدٍ حرفية، من خلال الاعتماد على الأساليب القديمة التي تحافظ على نقاء وجودة العسل، وتعكس هذه الطريقة الفريدة من نوعها في استخراج العسل، أصالة المملكة واهتمامها بالحفاظ على التراث الزراعي الذي يمتد عبر الأجيال.

ويُعتبر جناح سلطان العسل في معرض (بَنان) من أبرز الأجنحة التي تتيح للزوار التعرف إلى الطرق التقليدية التي يتم من خلالها استخراج العسل، حيث يتم جمع العسل يدويًا، دون تعريضه للحرارة أو المواد الكيميائية، مما يضمن بقاء خصائصه الطبيعية كما هي، ورغم أن هذا الأسلوب التقليدي قد يؤدي إلى فقدان كميات من العسل مقارنة بالطرق الحديثة، إلا أن ما يتم الحصول عليه يكون أكثر نقاءً وجودة، مما يرفع من قيمة العسل كمادة غذائية وعلاجية.

وأوضح الأستاذ وليد الفيفي، مسؤول جناح سلطان العسل، أنه يعرض ثلاثة أنواع متميزة من العسل في الجناح؛ وهي عسل السدر، الذي يعرف بخصائصه العلاجية والغذائية الفائقة، وعسل السمر الذي يمتاز بلونه الغامق وطعمه الفريد، بالإضافة إلى عسل الطلح الذي يعد من الأنواع المفضلة للأشخاص الباحثين عن نكهة مميزة وفوائد صحية، مشيرًا إلى أنه يتم عملية استخراج العسل بكل دقة واحترافية، مما يضمن الحفاظ على جميع خصائصه الطبيعية من الفوائد الغذائية والعلاجية.

وقال الفيفي: 'إن العسل الموجود بالجناح منتج طبيعي وخالص يتم استخراجه باستخدام الطرق التقليدية التي ورثناها عن أجدادنا في منطقة عسير'، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العسل يعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الزراعي للمنطقة، معبرًا عن فخره بمشاركته في معرض (بنان) الحدث الكبير الذي يعكس اهتمام المملكة بالحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم.

وأشار إلى أن الطرق التقليدية لاستخراج العسل تعتبر، في حد ذاتها، جزءًا من الحفاظ على التراث الثقافي السعودي، إذ تشكل هذه الحرف اليدوية والصناعات التقليدية رابطًا قويًا بين الماضي والحاضر، فمن خلال هذه الممارسات يتعلم الجيل الجديد أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية، ويكتسب مهارات يدوية تساهم في استمرار هذه الصناعة التقليدية.

جدير بالذكر أن معرض (بَنان) يعدُّ منصة مهمة لتسليط الضوء على هذه المنتجات التراثية التي تمثل جزءًا مهمًا من الحياة السعودية، من خلال مثل هذه المشاركات، يتمكن الزوار من التعرف، عن كثب، إلى جوانب من التراث المحلي السعودي، مما يعزز الوعي الثقافي ويعطي فرصة للمبدعين والحرفيين لعرض أعمالهم للعالم، وتستمر فعالياته لإظهار تنوع المنتج المحلي وجودته العالية، في إطار سعي المملكة الحثيث للحفاظ على موروثها الثقافي والاقتصادي.