رم -

بقلم : الدكتورة ميس حياصات

تواصل مديرية الأمن العام جهودها الحثيثة في ملاحقة الحسابات الخارجية التي تستهدف قيادات نسائية أردنية عبر نشر صور مفبركة ومسيئة، في محاولة يائسة للنيل من مكانتهن وتشويه سمعتهن فهذه الممارسات الدخيلة تعكس انحدارًا أخلاقيًا خطيرًا يبتعد كل البعد عن قيم المجتمع الأردني الأصيل، المجتمع الذي عُرف باحترامه للمرأة وتقديره لدورها المحوري في بناء الدولة وصون كرامتها.

لقد كان الأردن، منذ نشأته، من أوائل الدول العربية التي آمنت بقدرة المرأة وفتحت أمامها الأبواب لتشارك في مسيرة التنمية والبناء واليوم، تتبوأ المرأة الأردنية مواقع قيادية في مختلف مؤسسات الدولة، من البرلمان والوزارات إلى الأجهزة الأمنية والقطاع الخاص، مثبتةً جدارتها وكفاءتها في كل ميادين العمل والإبداع.

الجهود التي تبذلها وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية تأتي في سياق حماية هذه المكتسبات والدفاع عن صورة المرأة الأردنية التي أصبحت نموذجًا مشرفًا في الإقليم والمنطقة فالهجمات الإلكترونية لا تستهدف الأفراد فحسب، بل تحاول النيل من إنجازات جماعية تراكمت عبر عقود من العمل الجاد والمثابرة فحماية المرأة من التشهير الإلكتروني هي في جوهرها حماية للمجتمع بأسره، لأن نجاحها وانخراطها في مواقع القيادة يعكسان مستوى الوعي والتحضر الذي وصل إليه الوطن.

وفي ظل هذا المشهد، تؤكد مديرية الأمن العام كما نحن ايضا نؤكد أن مواجهة هذه الحملات تتطلب وعيًا مجتمعيًا مسؤولًا، يقوم على عدم تداول الإشاعات أو المساهمة في نشرها، وعلى التبليغ عن أي محتوى مسيء أو روابط مشبوهة فالمواطن الواعي يشكل خط الدفاع الأول ضد محاولات الاختراق الفكري والتقني التي تسعى إلى زعزعة الثقة وتشويه الرموز الوطنية.

إنّ ما يقوم به الأمن العام من جهود ليس مجرد إجراء أمني، بل هو دفاع عن كرامة المرأة الأردنية وعن ما حققته من منجزات عبر تاريخ مشرف من العمل والإنجاز. فالمرأة الأردنية، التي شقّت طريقها بثقة وعزيمة، لن تنال منها الشائعات ولا الصور المفبركة فلقد أثبتت حضورها في كل الميادين، وكانت وما زالت شريكًا حقيقيًا في نهضة الوطن وبنائه — رمزًا للعطاء، وعنوانًا للكرامة، ومثالًا يُحتذى في الصبر والإصرار والإبداع.