الوئام – خاص

تُواصل السعودية جهودها النوعية في خدمة الحجاج وتوفير كافة سبل الراحة لضيوف الرحمن ضمن رؤية 2030، وتبرز مبادرة 'طريق مكة' كأحد النماذج المبتكرة التي أحدثت تحولًا كبيرًا في إنهاء إجراءات سفر الحجاج من بلدانهم، مما انعكس إيجابًا على تجربتهم منذ لحظة مغادرتهم وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة.

مبادرة استراتيجية

من جانبه، يرى علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والدولية، إن مبادرة 'طريق مكة' تُعد من أبرز المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها السعودية في إطار رؤية 2030، لما تمثّله من نقلة نوعية في منظومة خدمة الحجاج على المستويين الإقليمي والدولي.

تسهيل الحج

ويقول علي فوزي، في حديث خاص لـ 'الوئام'، إن المبادرة تُجسّد رؤية إنسانية متقدمة تقوم على تسهيل إجراءات الحج منذ لحظة الانطلاق من بلد الحاج، وليس فقط بعد الوصول إلى الأراضي المقدسة، وهو ما يُعزز مفهوم 'الضيافة الشاملة' التي تتبناها المملكة تجاه ضيوف الرحمن.

تنسيق عال

ويضيف فوزي، أن هذه المبادرة تنمّ عن مستوى عالٍ من التنسيق المؤسسي والتكامل بين الجهات الحكومية السعودية، مما يعكس نضجًا إداريًا وقدرة تنفيذية كبيرة.

ولفت إلى أن المبادرة تشمل عمليات دقيقة مثل أخذ الخصائص الحيوية، وإصدار التأشيرات إلكترونيًا، وإنهاء إجراءات الجوازات، والتأكد من استيفاء الشروط الصحية، وترميز وفرز الأمتعة حسب ترتيبات السكن، وهو ما يخفف العبء على المطارات السعودية ويُحسن من تجربة الحج بشكل غير مسبوق.

تجربة ناجحةظ

وأشار الباحث في الشؤون العربية والدولية، إلى أن توسيع المبادرة لتشمل 11 مطارًا في 7 دول من آسيا وإفريقيا يُظهر الأثر الجغرافي المتزايد لها، ويعكس رغبة المملكة في تعميم الفائدة على أوسع نطاق ممكن، ما يؤكد نجاح التجربة وفاعليتها.

وختم علي فوزي، حديثه قائلًا إن 'طريق مكة' لا تقتصر على كونها مبادرة خدمية، بل تمثل كذلك رسالة دبلوماسية ناعمة تُعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، وتؤكد ريادتها في تسخير التقنية والموارد البشرية لخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما، لا سيما أن هذا النموذج يُحتذى به في العديد من الدول.