العاصمة الرياض ستحتضن 50 في المئة من مباريات البطولة وولي العهد اعتبر المناسبة 'خطوة مهمة في رحلة نمو القطاع الرياضي'

عرضت وزارة الرياضة السعودية تفاصيل ملف ترشحها لاستضافة بطولة كأس العالم 2034 الذي يتضمن المدن والملاعب التي تشهد الحدث العالمي والتي توزعت على خمس مدن تضم 15 ملعباً على طراز عالمي، منها 11 ملعباً جديداً إضافة إلى تطوير البنية التحتية للبلاد وتوفير طرق ووسائل نقل عامة وخطوط شبكة سكك حديد بين مناطق السعودية مع بقية دول الخليج المجاورة.

وفي مناسبة الكشف عن أبرز تلك التفاصيل، أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن الملف يرتكز في المقام الأول على 'تنمية القدرات البشرية وتطوير رياضة كرة القدم ومدِ جسور التواصل حول العالم'.

ولفت في تصريح افتتح به الملف إلى أن الاستضافة 'تُعدّ خطوة مهمة في رحلة نمو القطاع الرياضي في السعودية التي شهدت تطورات ونجاحات كبيرة في السنوات الماضية، أسهمت في ترسيخ مكانتها وجهة عالمية لأبرز الفعاليات والأحداث الرياضية، وستأتي استضافة كأس العالم تتويجاً لما تبذله المملكة من جهود في هذا القطاع'.

وتسعى الرياض إلى تنظيم نسخة استثنائية تحتل المرتبة الأولى على قائمة البطولات الرياضية الأكثر مشاهدة في التاريخ إذا حازت حق الاستضافة الذي يبدو أن مناله قريب بعد تفردها بالترشح من دون منافس على أن يقرر 'فيفا' مكان إقامة نسختي البطولة في 2030 و2034 مع نهاية العام الحالي.

ملاعب البطولة

ووفق الخطة المعلن عنها، فإن البطولة ستنظم  في خمس مدن رئيسة، هي العاصمة الرياض التي ستستضيف 50 في المئة من المباريات وكذلك مدينة جدة والخبر وأبها، إضافة إلى نيوم، مدينة المستقبل التي تمثل أحد أهم مشاريع 'رؤية السعودية 2030' الطموحة.

وكشفت الخطة عن الشروع في  بناء 11 ملعباً جديداً بالكامل لإحياء تظاهرات الحدث العالمي، على أن تضم الرياض ثمانية منها، بما فيها استاد الملك سلمان الجديد الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة بسعة جماهيرية تبلغ 92 ألف مقعداً.

استاد نيوم

ولدى استعراض المسؤولين الرياضيين السعوديين خلال مؤتمر صحافي حضرته 'اندبندنت عربية' مساء أمس الأربعاء في الرياض، أماكن إقامة المناسبات الرياضية أثناء تنظيم كأس العالم، كان لافتاً تصميم ملعب يُنتظر أن تضمه 'نيوم' بارتفاع يزيد على 350 متراً ضمن هيكل مدينة 'ذا لاين' وبسعة جماهيرية تبلغ 46 ألف مقعد، وقال المسؤولون إنه سيوفر تجربة استثنائية غير مسبوقة لحضور مباريات كرة القدم، كما أنه مدعوم بالطاقة النظيفة، وتوقع المنظمون أن يكون جاهزاً بحلول عام 2032.

الأضخم جماهيرياً

وأوضح رئيس وحدة الترشح لاستضافة كأس العالم 2034 في الاتحاد السعودي لكرة القدم حماد البلوي خلال حديثه إلى 'اندبندنت عربية' أن التحديات التي واجهوها في إعداد ملف الترشح استطاعوا حلها بالتكاتف مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مبيناً أن الشروط الذي وضعها 'فيفا' كانت في مختلف القطاعات وحرص القائمون على الملف على تلبيتها وخصصوا مرافق لخدمة البطولة، إذ كانت خدمة قطاع الرياضة وكرة القدم هماً يشغل الجميع.

وقال البلوي إن 'من المتوقع أن تكون البطولة الأكبر في تجمع الجماهير على مستوى العالم لأن النسخ المقبلة لـ 48 منتخباً ستكون موزعة على دول عدة ولكن نسخة 2034 التي سنقدمها ستكون في دولة واحدة، بالتالي تُعدّ أكبر محفل في العالم ونتطلع لاستقبال الجماهير من مختلف دول العالم'، موضحاً أنهم وضعوا خطة لتسهيل تنقل الجماهير بين المدن بتطوير البنية التحتية وتوفير السكك الحديد ووسائل النقل العام لتربط بين المدن، ونوّه إلى أن التنقل بين أبعد مدينتين أي الخبر ونيوم يتسغرق نحو ساعتين بالطائرة.

خطة الاستضافة

وأظهرت خطة الاستضافة تهيئة 10 مدن أخرى داعمة للمدن المستضيفة، يتم فيها احتضان بعض معسكرات المنتخبات المشاركة قبيل وأثناء البطولة، وتم اقتراح 132 مقر تدريب في 15 مدينة ستستضيف المنتخبات الـ 48 المشاركة والوفود المرافقة لها، تشمل 72 ملعباً مخصصاً للمعسكرات التدريبية، إضافة إلى مقرّي تدريب مخصصين للحكام.

وفي ما يتعلق بالإقامة، يستعرض الملف ما يزيد على 230 ألف غرفة موزعة على المدن المستضيفة والمدن الداعمة لكبار الشخصيات ووفود الاتحاد الدولي والمنتخبات المشاركة والإعلاميين وجماهير البطولة ويقدم ملف الترشح 10 مواقع مختلفة في المدن المستضيفة لمهرجان المشجعين FIFA Fan Festival وسيقوم الاتحاد الدولي لكرة القدم باختيار موقع واحد في كل مدينة مستضيفة.

وسلمت السعودية ملف الترشح رسمياً إلى 'فيفا' هذا الأسبوع، في أحدث خطواتها التي بدأتها بإعلان نية الترشح للاستضافة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2023 بصفتها الدولة الوحيدة في سباق الترشح للفوز باحتضان هذا المحفل الرياضي العالمي، قبل أن تكشف عن الهوية الرسمية الخاصة بملف الترشح التي حملت شعار 'معاً ننمو' في مارس (آذار) الماضي.

إلى ذلك تعهد  وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بالعمل على 'تحويل حلم المملكة باستضافة كأس العالم واقعاً حياً وفق الخطط التفصيلية الدقيقة المدرجة في ملف الترشح التي تجمع بين إرثنا الكروي العريق وشغفنا الكبير تجاه اللعبة، بما يكفل تقديم نسخة راسخة في أذهان الجميع باستضافة 48 منتخباً من قارات العالم كافة في دولة واحدة'.

فيما أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل خلال المؤتمر الصحافي الرسمي لملف ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 الذي أقيم مساء أمس في العاصمة الرياض أن 'الملف حظي بتأييد أكثر من 140 دولة'، مشيراً إلى أن بلاده تعيش لحظة تاريخية لاستضافة 'أكبر نسخة على الإطلاق في تاريخ كأس العالم التي يتم تنظيمها في دولة واحدة'.