يعتبر المشي من أبسط وأهم الأنشطة الرياضية التي يمكن للإنسان ممارستها بشكل يومي لتحقيق اللياقة البدنية وحرق السعرات الحرارية. إلا أن ما يجهله كثيرون هو أن فترات الراحة القصيرة أثناء المشي قد تكون العامل الأساسي لتحقيق نتائج أفضل في حرق الدهون وتحسين معدل الأيض.

 في هذا السياق، تحدث خبير التغذية عبد الرحمن شمس، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، عن هذا الموضوع، مؤكدًا أن السر في المشي الفعّال يكمن في كيفية تنظيم فترات الراحة.

في تصريحاته، أشار عبد الرحمن شمس إلى أن فترات الراحة القصيرة بين فترات المشي يمكن أن تعزز حرق السعرات الحرارية بشكل أكبر مقارنة بالمشي المستمر لفترات طويلة. فالبحث العلمي أظهر أن التوقف للحظات بين المشي يساهم في:

تنشيط عملية الأيض: عندما تتوقف لفترة قصيرة بعد المشي، يعود معدل الأيض إلى الارتفاع بسرعة، مما يعني أن الجسم سيظل يحرق السعرات الحرارية حتى بعد انتهاء النشاط البدني. بهذه الطريقة، يستمر الجسم في حرق الدهون بشكل فعال طوال اليوم.

تحسين القدرة على التحمل: فترات الراحة لا تقتصر فقط على منح الجسم وقتًا للاستراحة، بل تساعد أيضًا على استعادة الطاقة بسرعة. هذا يسمح لك بالعودة إلى المشي بقوة أكبر، مما يزيد من قدرتك على الاستمرار لفترات أطول. بدلاً من أن يشعر الجسم بالإرهاق السريع، فإن فترات الراحة القصيرة تجنبك الشعور بالتعب المفرط.

زيادة حرق الدهون: عندما يدمج الشخص بين المشي المستمر وفترات الراحة القصيرة، يبدأ الجسم في تحفيز حرق الدهون بشكل أكثر فعالية. فخلال فترة الراحة، يقوم الجسم باستخدام الدهون كمصدر طاقة، مما يساعد في التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم.

تحسين الأداء العام: فترات الراحة القصيرة تساعد في تجنب الإرهاق العضلي الزائد، مما يسمح لك بمواصلة المشي بأداء أفضل. كلما كان الجسم أكثر راحة، كلما كان أداؤه أفضل، وبالتالي تحقق أقصى استفادة من التمرين.

ينصح عبد الرحمن شمس بتطبيق أسلوب يعتمد على تقسيم فترات المشي إلى دورات قصيرة، بحيث تكون مدة المشي في كل دورة قصيرة نسبيًا، تتبعها فترات راحة قصيرة أيضًا. على سبيل المثال، يمكن القيام بـ:

5 دقائق من المشي السريع أو المشي المعتدل.

دقيقة إلى دقيقتين من الراحة (يمكنك الوقوف أو المشي ببطء لتجنب التوقف التام).

يتم تكرار هذه الدورة 4 أو 5 مرات حسب مستوى لياقتك البدنية.

الهدف من هذه الدورة هو تحقيق توازن بين النشاط والراحة، مما يساعد في زيادة قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع وأكثر فعالية. يُمكن تعديل الوقت وفقًا للقدرة الشخصية، ولكن الأساس هو عدم الاستمرار في المشي لفترات طويلة متواصلة دون راحة.

تحسين التوازن العضلي: فترات الراحة القصيرة تمنح العضلات فرصة للتعافي قليلاً، مما يقلل من خطر الإصابة ويزيد من قدرتك على الاستمرار في التمرين بشكل أكثر فعالية.

تحفيز الجسم على حرق المزيد من الدهون: عندما يواجه الجسم تحديات أكبر من خلال الانتقال من المشي السريع إلى الراحة القصيرة، يضطر إلى استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، ما يؤدي إلى زيادة حرق الدهون بمرور الوقت.

زيادة القدرة على ممارسة الرياضة لفترات أطول: حيث أن الشخص الذي يتبع هذه الطريقة سيشعر بالتعب أقل بكثير مقارنة بالمشي المستمر دون توقف، مما يتيح له زيادة مدة المشي تدريجيًا دون الشعور بالإرهاق.

فعالية في تحسين صحة القلب والشرايين: عندما يتم تنفيذ هذا الأسلوب بانتظام، يساعد ذلك في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. فزيادة حرق السعرات الحرارية من خلال المشي المنتظم مع فترات راحة قصيرة يساهم في تقوية عضلة القلب وتحسين مستوى اللياقة العامة.

ينصح شمس بالالتزام بهذا الأسلوب تدريجيًا، أي من خلال زيادة مدة المشي وتقصير فترة الراحة مع مرور الوقت، حتى تتمكن من تحسين قدرتك البدنية بشكل ملحوظ. يجب أن يتناسب وقت الراحة مع مستوى لياقتك الشخصية، حيث يمكن تقليصها تدريجيًا عندما تشعر بتحسن في أدائك.

مفتاح النجاح هو الاستماع إلى جسمك، وعدم الإفراط في الجهد في البداية. يمكن أن يكون هذا الأسلوب فعالًا جدًا في حرق الدهون وتحسين اللياقة البدنية بشكل عام إذا تم اتباعه بحذر وانتظام.