اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢٥
كشفت دراسة طبية حديثة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية عن وجود ارتباط وثيق بين الحالة النفسية السيئة -مثل التوتر والاكتئاب- وبين تطور الأورام السرطانية في الجسم، مشيرة إلى أن هذه العوامل النفسية قد تسهم في تسريع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي شارك في إعدادها عدد من الباحثين من جامعات ومراكز طبية مرموقة في أمريكا وأستراليا، أن التوتر المزمن يؤدي إلى تغييرات بيولوجية تؤثر مباشرة على النظام المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة لتطور الأورام الخبيثة. وقد نُشرت النتائج في دورية Annual Review of Clinical Psychology المتخصصة.
وقالت البروفيسورة جوليان بوار، أستاذة طب النفس في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس: 'الإشارات الكيميائية الناتجة عن التوتر يمكن أن تؤثر على بيولوجيا الورم، والتقليل من هذه الإشارات قد يعزز فعالية العلاج'.
وفي السياق ذاته، أوضحت الطبيبة إليزابيث راباسكي من مركز روزيل بارك لعلاج السرطان في نيويورك، أن التأثيرات السلبية للتوتر المزمن على نمو الخلايا السرطانية غالبًا ما تكون غير مرئية ولكنها بالغة الخطورة.
كما أكدت أبحاث الدكتورة إريكا سلون، من جامعة موناش الأسترالية، أن فئران التجارب المصابة بتوتر مزمن أظهرت زيادة في الاتصال بين الأورام السرطانية والنظام الليمفاوي، ما يسرع من انتشار الخلايا الخبيثة. وتبيّن أن أدوية 'حاصرات مستقبلات بيتا'، التي تُستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تساهم في كبح هذا الانتشار عبر تقليل تأثير هرمونات التوتر مثل 'نورأدرينالين'.
وأشارت البروفيسورة سوزان لتوجندورف من جامعة أيوا، إلى أن غياب الدعم النفسي والاجتماعي لدى مريضات سرطان المبيض يؤدي إلى تقويض قدرة الخلايا المناعية على مقاومة المرض، كما يُحفّز نمو الأوعية الدموية المغذية للأورام.
وأكدت النتائج أن حاصرات بيتا قد تعزز فعالية العلاج المناعي في بعض الحالات، إذ أظهرت عينات من أورام الثدي التي استُؤصلت من مرضى تلقوا هذا النوع من العلاج انخفاضًا في مؤشرات انتشار السرطان وزيادة في الخلايا المقاومة له.
ورغم التفاؤل بنتائج الدراسة، حذّر الباحثون من تعميم نتائجها، مؤكدين أن فاعلية حاصرات بيتا قد تختلف من مريض لآخر، خصوصًا لدى من يعانون من أمراض مثل الربو أو مشاكل قلبية معينة.
تسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية الصحة النفسية كعنصر مكمل للعلاج الجسدي، وتفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية أوسع لفهم العلاقة المعقدة بين التوتر والمناعة والسرطان.