لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة لها
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
برعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وتحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، تواصل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تقديم مهرجان أبوظبي في دورته الثانية والعشرين تحت شعار 'أبوظبي: العالم في مدينة'، حيث يرسّخ المهرجان مكانته كمنصة ثقافية عالمية، بعد أن استقطب في هذه الدورة منذ انطلاقها مطلع فبراير لغاية الآن، أكثر من 8,500 من الجمهور، لحضور مجموعة من العروض المميّزة التي تقام لأول مرة في العالم العربي، والتي قدّمها نخبة من كبار مبدعي العالم المرموقين.
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: 'يعكس برنامج مهرجان أبوظبي بشعار دورته الثانية والعشرين 'أبوظبي – العالم في مدينة'، مكانة العاصمة كملتقى عالمي يمدُّ جسور الحوار الثقافي والتفاهم بين الشعوب، ترجمةً لمبادئ عام المجتمع في التماسك المجتمعي والتعدّدية والتنوّع الثقافي في إطار التناغم والوحدة، والجمال والسلام'.
وأضافت: 'من خلال كبريات فرق الأوركسترا والفنانين اليابانيين ذوي الشهرة عالمياً، في ظهورهم الأول في العالم العربي، كرّم المهرجان اليابان الدولة ضيفة الشرف، احتفاءً بأكثر من خمسين عامًا من الصداقة والتعاون بين بلدينا'.
وتابعت: 'يجسّد مهرجان أبوظبي عهدنا المتجدّد بتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية والتزامنا ببناء الحضارة الإنسانية واستشراف مستقبل مشرق لمشهد الثقافة والفنون عالمياً. والتزامنا مستدام بالاستثمار في الشباب الإماراتي، وإبراز المواهب الاستثنائية من الجيل القادم، وتقدير روح الابتكار والإبداع، ولا تقتصر أعمال الإنتاج المشترك على تشارُك الاستثمار في الموارد فقط، بل هي لقاء الفكر المتجدد، حيثُ تتيح التواصل والحوار بين الثقافات والشعوب، على طريق بناء الحضارة وصناعة المستقبل'.
ويواصل مهرجان أبوظبي فعالياته خلال فصل الصيف ببرنامج فني متنوع، يشمل معرضًا مميزًا للفنون البصرية تنظّمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع متحف سيول للفنون (SeMA)، ويُقام في منارة السعديات. كما ينطلق البرنامج الدولي للمهرجان إلى أبرز العواصم العالمية، من لندن إلى نيويورك، ليُعرّف الجمهور العالمي بالهوية الثقافية الإماراتية الأصيلة. كما يتضمّن المهرجان باقة من المبادرات التعليمية وبرامج التفاعل المجتمعي التي تعزز انخراط الجمهور على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وقدّمت سلسلة أمسيات مهرجان أبوظبي 2025 موسماً استثنائياً من العروض المميزة التي تركت بصمة هامة في المشهد الثقافي في الإمارات والمنطقة، بداية من سيمفونيات الأوركسترا الفلهارمونية وعروض طبول التايكو اليابانية، وصولًا إلى عرض باليه بمشاركة نخبة من نجوم العالم، وأمسية آسرة بأنغام الجاز. أكثر من 200 فنان من مختلف أنحاء العالم أحيوا عروضهم على مسرح المهرجان في أبوظبي، مقدمين توليفة فنية غنية تنوّعت بين الأساليب الموسيقية والتقاليد الثقافية. وبمشاركة كوكبة متميزة من المواهب العالمية، أتاح المهرجان لجمهوره طيفًا من التجارب الغامرة، الهادفة إلى إثراء النسيج الثقافي للمجتمع. وافتُتح الموسم بتكريم اليابان، الدولة ضيفة شرف المهرجان لهذا العام، من خلال حفل مميز جمع أوركسترا اليابان الفلهارمونية الجديدة بقيادة المايسترو الأسطوري يوتاكا سادو، إلى جانب مغني التينور العالمي جوناثان تيتلمان وعازف البيانو المبدع كيوهي سوريتا.
وخلال شهر رمضان المبارك، احتفى مهرجان أبوظبي بالتقاليد الروحية الأصيلة في المنطقة من خلال أداء رقمي مميز قدّمه الشيخ محمود التهامي، الذي أحيا فن الإنشاد الديني في أمسية رمضانية مؤثرة، استقطبت أكثر من 93 ألف مشاهد عبر قناة المهرجان على يوتيوب.
وعادت فعاليات 'المهرجان في الحديقة' أحد أكبر الفعاليات المجتمعية في الهواء الطلق في أبوظبي لتقدم على مدى يومين أجواء مليئة بالمرح والتعلم والتبادل الثقافي، احتفاءً بدولة الشرف لهذا العام: اليابان. واستقبل الحدث، الذي أُقيم في حديقة أم الإمارات، أكثر من 2,500 زائر من العائلات والأطفال، استمتعوا بعروض تقليدية من اليابان والإمارات، إلى جانب ورش عمل تفاعلية وفنون يدوية وموسيقى حية. وعكس المهرجان روح 'عام المجتمع 2025' في دولة الإمارات، حيث جمع بين الإبداع والتواصل والاحتفال المشترك.
وتواصل برنامج مهرجان أبوظبي مقدماً سلسلة من العروض الأولى في العالم العربي إلى جانب عروض متميزة قدّمها نخبة من رموز الفن العالمي. وشملت أبرز المشاركات كلّ من عازف البيانو يونشان ليم، وعازف الكمان أوغستين هادليش، وعازفة الإيقاع اليابانية كونيكو كاتو، وفرقة كودو اليابانية لفنون التايكو الأدائية، والثنائي الشهير كاتيا ومارييل لابيك على البيانو، والتينور خافيير كامارينا، إضافة إلى أوركسترا الجامعة الوطنية الكورية للفنون السيمفونية بقيادة المايسترو تشي يونغ تشونغ. كما جمع عرض 'أمسية باليه النجوم' ستة من أبرز راقصي الباليه في العالم، بينما أضفى عدد من النجوم الصاعدين، من بينهم كيان سلطاني، ويامن سعدي، وسارة فيرانديز، وبابلو فيرانديز، لمساتٍ فنية مميزة إلى البرنامج المتنوع. واختتمت سلسلة الحفلات الموسيقية في العاصمة بعرض جاز استثنائي قدّمه عازف البوق رايلي مولهيركار برفقة فرقته 'ذا ويسترليز'، احتفاءً باليوم العالمي لموسيقى الجاز الذي تنظمه اليونسكو، وتكريمًا لأسطورة الموسيقى وصديق المهرجان، كوينسي جونز.
وخارج خشبة المسرح، واصل مهرجان أبوظبي رسالته في رعاية الإبداع ودعم التعليم، من خلال تنظيم ورش عمل احترافية، وبروفات مفتوحة، ومبادرات توعوية مخصصة لفئة الشباب. وقد شارك خلال شهر أكثر من 1500 طالب وطالبة فيما يزيد على عشر مبادرات نوعية، أُتيحت لهم من خلالها فرصة التفاعل المباشر مع نخبة من الفنانين العالميين والخبراء المتخصصين. ولأول مرة، أطلق المهرجان فعالية 'حكاية سيمفونية'، وهي تجربة موسيقية مبتكرة موجهة للأطفال الرضع والصغار، تجمع بين جماليات الموسيقى السيمفونية ومهارات القراءة واللعب والاستكشاف، في تجربة حسية تهدف إلى تنمية الإدراك والتواصل في سن مبكرة.
وسيواصل مهرجان أبوظبي خلال المرحلة المقبلة توسيع آفاق التفاعل الثقافي من خلال برامج طموحة تتخطى إطار قاعات العروض التقليدية وتنفتح على تجارب تتجاوز الحدود الجغرافية. ففي مايو، يُعمّق المهرجان التزامه بالحوار الفني العالمي من خلال افتتاح المعرض التاريخي 'الوسائط المتعددة: كلُّنا دوائر مفتوحة' – الفن المعاصر من كوريا، من ستينات القرن الماضي حتى اليوم، الذي يُقام بالتعاون مع متحف سيول للفنون (SeMA)، وذلك في منارة السعديات من 16 أيار (مايو) حتى 30 حزيران (يونيو) 2025. ويقدم هذا المعرض البارز لمحة نادرة عن مسار تطور فن الوسائط المعاصر في كوريا، ويُعدّ أول معرض من نوعه بهذا الحجم في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويواصل مهرجان أبوظبي حضوره في الخارج عبر برنامجه الدولي، الذي انطلق بالعرض العالمي الأول لأوبرا 'بيلياس وميليساند' للمخرج وجدي معوض، على مسرح أوبرا الباستيل في باريس. وقد استقطب هذا العمل، الذي تم إنتاجه بالتعاون مع أوبرا باريس الوطنية، أكثر من 22,000 مشاهد. وباعتباره أول تعاون من نوعه بين دار الأوبرا الفرنسية العريقة ومؤسسة ثقافية من العالم العربي، يمثل هذا الإنتاج محطة بارزة في مسار الدبلوماسية الثقافية وتعزيز الحضور الإماراتي على الساحة الثقافية الدولية.
وفي سياق ترجمة هذه الرؤية الثقافية الطموحة، يستعد مهرجان أبوظبي لتقديم سلسلة من الحفلات الموسيقية الرائدة في كلٍّ من لندن ونيويورك، لتسليط الضوء على المواهب الإماراتية وتفتح أمام الجمهور العالمي نافذةً على المشهد الثقافي الإماراتي النابض بالحياة. ففي شهر مايو، سيُحيي الفنان فرج أبيض حفلًا تكريميًا لأم كلثوم في متحف متروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك، بينما يحتضن قصر كنسينغتون في يونيو حفلًا موسيقيًا خاصًا يجمع عدداً من أبرز الفنانين الإماراتيين بالتعاون مع صندوق السلام والازدهار.
ومن خلال برامجه المتنوعة على الصعيد المحلي والدولي، يواصل مهرجان أبوظبي تجسيد شعاره 'أبوظبي: العالم في مدينة'، وترسيخ قيم 'عام المجتمع'، ليسهم بذلك في تعميق الوعي الثقافي، وإلهام الأجيال الصاعدة، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة للفنون والثقافة.