شهدت العملة الصينية ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي يوم الإثنين، بعدما تكبدت خسائر حادة في نهاية الأسبوع الماضي، نتيجة توتر جديد في العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد فيها بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية.

وجاء هذا التحسن المحدود بدعم مباشر من بنك الشعب الصيني (المركزي)، الذي تدخل عبر تحديد سعر مرجعي قوي لليوان بلغ 7.1007 للدولار الواحد، وهو الأعلى منذ نوفمبر 2024، في محاولة واضحة لاحتواء الضغوط التي تتعرض لها العملة المحلية ويسمح البنك المركزي بتحرك اليوان في نطاق ±2% حول هذا السعر يوميًا.

وكانت الأسواق قد شهدت موجة بيع واسعة في الأسهم الصينية الجمعة الماضية، وسط مخاوف المستثمرين من عودة أجواء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة بعد أن أعلن ترامب عزمه فرض قيود تصدير جديدة على برامج حساسة بدءًا من نوفمبر المقبل، ردًا على تشديد الصين قيودها على صادرات المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.

وبحسب وكالة «رويترز»، جاء السعر المرجعي الذي حدده البنك المركزي الصيني أعلى بنحو 203 نقاط أساس من توقعات السوق، ما اعتُبر رسالة واضحة على رغبة بكين في الحفاظ على استقرار اليوان ومنع تراجعه المفرط.

وقال ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك 'إيه إن زد'، إن 'السلطات الصينية مصممة على الدفاع عن استقرار سعر الصرف، ومن المرجح أن تستمر في تحديد أسعار يومية أكثر قوة لمواجهة أي ضغوط مستقبلية'.

وفي التداولات الفورية، سجل اليوان المحلي نحو 7.1295 للدولار مقابل إغلاق سابق عند 7.1360، فيما ارتفع اليوان الخارجي بنسبة 0.15% إلى 7.135 للدولار خلال تعاملات آسيا.

ورغم هذا التحسن الطفيف، يبقى القلق مسيطراً على المستثمرين من احتمال تصاعد الردود المتبادلة بين واشنطن وبكين، إذ حذر محللو بنك «كومرتس بنك» من أن أي تصعيد جديد قد يعيد الأسواق إلى التوترات الحادة التي شهدتها في أبريل الماضي عند الإعلان عن الرسوم الانتقامية.