رم - بقلم: الدكتورة ميس حياصات

الهوية الوطنية الأردنية هي جوهر الانتماء للوطن، فهي تعبير صادق عن ارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وقيمه، وهي التي تمنح الفرد شعورا بالأمان والانتماء إلى كيانٍ ثابت ومستقرّ يمتد جذوره في عمق التاريخ فهذه الهوية لم تأتِ من فراغ، بل تشكّلت عبر عقود من التضحيات والإنجازات، وبنيت على أسسٍ متينة من الوحدة والتلاحم بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، اللذين سطّرا معاً قصة وطنٍ صغير في مساحته، كبير في مواقفه ودوره الإقليمي والإنساني.

فالهوية الوطنية الأردنية تتجسد في كل ما يعبّر عن روح الوطن، من رموزه وعلمه ونشيده الوطني، إلى قيمه الراسخة في التسامح، والاعتدال، والكرم، والشهامة وهي هويةٌ تحتضن جميع ألاردنيين ، وتؤكد أن الأردن بيت واحد للجميع، يقوم على مبادئ العدالة والمساواة واحترام الإنسان فهذا الانصهار بين أبناء الوطن جعل من الهوية الوطنية مظلة تحمي الجميع وتغرس فيهم روح المسؤولية تجاه الأردن.

كما أن الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد انتماءٍ شعوري، بل هي ممارسة يومية وسلوك وطني يظهر في التزام المواطن بالقوانين، وفي محافظته على ممتلكات الوطن، وفي إخلاصه بعمله وخدمته لمجتمعه وهي دعوةٌ دائمة للتفاني والعطاء، وتأكيدٌ على أن حب الوطن لا يُقاس بالكلام، بل بالفعل والعمل من أجل رفعته.

وتبقى هذه الهوية رمزاً للفخر والعزة، لأنها تمثل مزيجاً فريداً من الأصالة والحداثة، ومن القيم العربية الإسلامية والمبادئ الإنسانية العالمية فهي التي تجعل الأردن نموذجاً للوحدة الوطنية في وجه التحديات، وواحةً للأمن والاستقرار في منطقةٍ مضطربة فالحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية مسؤولية كل فرد، لأنها تمثل إرث الأجداد وأمل الأجيال القادمة، ولأنها البوصلة التي توجّهنا دائماً نحو مستقبلٍ مشرقٍ يليق بتاريخ هذا الوطن العظيم.