قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يأتي في إطار تنفيذ خطة عسكرية موسعة أقرها المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر 'الكابينيت'، تعرف باسم خطة عربات جدعون، والتي تهدف إلى تحقيق حسم عسكري وسياسي بعد فشل متواصل للعمليات العسكرية على مدار أكثر من 19 شهرا.

وأوضح عبد المحسن، في حديث لقناة 'القاهرة الاخبارية': 'العمليات العسكرية المعلنة منذ 16 مايو تنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية؛ تم تنفيذ المرحلة الأولى منها، فيما تتداخل الثانية معها حاليا، والتي تشمل تكثيف الحصار والقصف الجوي والمدفعي ضد أهداف حددتها إسرائيل في شمال ووسط وجنوب القطاع، بما في ذلك تدمير منازل وأراض زراعية'.

وأضاف: 'الاحتلال يسعى إلى احتلال القطاع بشكل شامل، والتصعيد جاء رغم اعتراضات داخلية من جنود وقادة سابقين في جيش الاحتلال الإسرائيلي'.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش مأزقًا سياسيا داخليا، ويحاول عبر استمرار العمليات العسكرية أن يبعد عنه التهم الموجهة إليه، وأن يظهر بموقف قوي أمام الداخل الإسرائيلي، في وقت لم تحقق فيه العمليات العسكرية أهدافها المعلنة حتى الآن.

وحول تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تحدث فيها عن ضرورة التفكير بصيغة لوقف الحرب أو إبرام صفقة، حتى لو كانت جزئية، قال عبد المحسن: 'رئيس الاركان ينفذ توجهات القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو ووزير الدفاع، وقد أعلن بالفعل عن نية توسيع العمليات رغم المطالبات الداخلية والعربية بوقف الحرب'.

وأوضح: “هذه التصريحات تعكس وجود تخوفات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الانزلاق في حرب أبدية داخل غزة”.

واختتم: 'هناك واضح بين رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدعم الاحتلال علنا، وبين رغبة نتنياهو في مواصلة الحرب، ونتنياهو يحاول الموازنة بين الضغط الأمريكي وتلبية مطالب الائتلاف الحكومي المتشدد الذي يقوده كل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير'.