كشف باحثون من جامعة تولا الروسية عن تطوير شرائط اختبار ذكية قادرة على تحليل مكونات المشروبات في غضون ثوانٍ، بدقة تقارب التحاليل المخبرية المتقدمة، ومن دون الحاجة إلى أجهزة معقدة أو مواد كيميائية مساعدة.

ووفقاً لبيان صادر عن الجامعة، تستطيع هذه الشرائط كشف مستويات الغلوكوز والكحول والنشا وحمض اللاكتيك في مختلف أنواع المشروبات، بما في ذلك المشروبات الغازية ومنتجات الألبان والمشروبات الكحولية.

ويرى الباحثون أن التقنية الجديدة ستحدث نقلة نوعية في فحص جودة الأغذية والمشروبات، سواء في المصانع أو حتى في المنازل، ما يساهم في منع التسمم وحماية المستهلكين.

وأوضحت آنا خاركوفا، الباحثة في مختبر المركبات النشطة بيولوجياً بالجامعة، أن معظم أنظمة الفحص التقليدية كانت تقتصر على قياس مكوّن واحد فقط، بينما يتيح الابتكار الروسي الجديد تحليل أربعة مكونات في وقت واحد من خلال جهاز استشعار حيوي متطور مزوّد بأربع قنوات دقيقة.

ويعتمد الابتكار على تركيبة بوليمرية فريدة تحتوي على 'ألبومين' مصل البقر الممزوج بصبغة عضوية ناقلة للتيار الكهربائي، مما يمنح الشرائط حساسية عالية ودقة فائقة في رصد أدق التراكيز.

كما يتميز القطب الكهربائي المستخدم في الفحص بصغر حجمه (1×3 سم)، ما يجعله عملياً وسهل الاستخدام في مختلف البيئات.

وأكد فياتشيسلاف أرليابوف، رئيس مختبر المركبات الحيوية بالجامعة، أن النظام الجديد حقق استقراراً عالياً في أداء الإنزيمات حتى بعد الاستخدام المتكرر، دون الحاجة إلى كواشف إضافية، وهو ما يُعد تطوراً مهماً في تكنولوجيا أجهزة الاستشعار الحيوية.

وأظهرت نتائج التجارب، التي قورنت بتحاليل مخبرية تقليدية مثل الكروماتوغرافيا الغازية، أن الشرائط الجديدة قدّمت نتائج دقيقة وسريعة وموثوقة، مما يجعلها أداة واعدة لمراقبة سلامة الأغذية وجودتها في المستقبل القريب.