استضافت جدة لقاءً بين وزيري دفاع البلدين اتفقا خلاله على أهمية ترسيم الحدود والتنسيق بينهما

خلال لقاء جمعهما في جدة، وتحت رعاية السعودية، توصل وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ونظيره اللبناني ميشال منسى، أمس الخميس، إلى اتفاق يؤكد أهمية ترسيم الحدود بينهما والتنسيق لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية.

وجاء الاتفاق بعد اشتباكات شهدتها المنطقة الشرقية للبنان على الحدود مع سوريا في منتصف مارس (آذار) الجاري، أدت إلى مقتل سبعة أشخاص في لبنان وثلاثة من الجانب السوري، وانتهت بإعلان البلدين وقفاً لإطلاق النار.

يرى الباحث في الشؤون الجيوسياسية، المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني، زياد الصائغ، أن خيار السعودية 'باعتماد دبلوماسية مبادرة وهادئة وفاعلة، تعتمد على وساطة حل النزاعات' هو 'خيار استراتيجي ثابت أظهرته المملكة في أكثر من مفصل حرج في الأعوام الأخيرة، آخرها بين أوكرانيا وروسيا بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية'.

وأكد أن الوساطة بين لبنان وسوريا في اللقاء العاجل الاستثنائي الذي استضافته جدة ما هو 'سوى تثبيت لخيار دعم الشرعية اللبنانية والشرعية السورية في المضي قدماً بمسار التلاقي على منطق الحوار الندي الدولتي، ضمن مبدأ احترام سيادة كل منهما، مع إنهاء دور أي قوة إقليمية غير عربية في ضرب هذا المبدأ، أو حتى قوة دولية إن كان من أجندات غير معلنة لإعادة إنتاج مواجهة بينهما والسعي إلى ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط'.

وأشار الصائغ إلى أن اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية في لبنان 'واضح في تأطير العلاقات اللبنانية - السورية، لكن النظام السوري مع أدوات له في لبنان أطاحوه على مدى الـ40 عاماً الماضية'.

وقال الباحث إن 'اللحظة الإقليمية والدولية الآن مواتية لتزخيم ترسيم الحدود بين الدولة واللادولة في لبنان وسوريا على حد سواء، ووضع أسس دستورية للعلاقة بينهما، وفي صلبها القرارات الدولية 1701 و1559، وخصوصاً 1680، بما يعيد إلى لبنان هيبة الدولة فيه ونهائية كيانه على هذه الحدود، وإلى سوريا عودتها إلى الاهتمام بشؤونها الداخلية وإعادة بناء دولتها'.

وختم الصائغ قائلاً 'السعودية تثبت أنها مؤتمنة على الأمن القومي العربي والمبادرة بين سوريا ولبنان نموذج' لذلك.

Listen to 'لقاء جدة وحل أزمة الحدود بين سوريا ولبنان' on Spreaker.