مها عبدالله – الرياض

انطلق أمس الإثنين، معرض “مكننة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي”، في مركز الدرعية لفنون المستقبل، بحضور نخبة من الفنانين والنقاد والمثقفين، وسط تفاعل واسع من جمهور الفن الرقمي المعاصر.

ويُعد المعرض ثاني معارض المركز، ويجمع أكثر من 40 فنانًا عربيًا في تجربة بصرية غامرة، تستعرض تحولات الوسائط الفنية الجديدة ضمن أربعة محاور رئيسية: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش.

ويهدف المعرض، الممتد حتى 19 يوليو المقبل، إلى استكشاف العلاقة بين التكنولوجيا والتعبير الفني، من خلال أعمال تتقاطع مع موضوعات اجتماعية وسياسية معاصرة، مثل الذكاء الاصطناعي، الاحتجاج الرقمي، واستعادة الذاكرة البصرية.

وأوضح هيثم نوار، أحد القيمين على المعرض، في حديثه لـ”الوئام”، أن معرض “مكننة” يشكل دعوة لإعادة النظر في التراث البصري العربي من خلال عدسة تكنولوجية حديثة، مؤكدًا أن “الآلة قد تتحول من خصم إلى وسيط فاعل في التعبير عن الهوية والذاكرة”.

ويأتي المعرض ضمن سلسلة من المبادرات التي يطلقها مركز الدرعية لتعزيز مكانة المملكة كمحور إقليمي للفنون الرقمية. كما يُقدم بالتوازي معه برنامج ثقافي مكمّل، يتضمن ورش عمل، عروضًا أدائية، وندوات فكرية بمشاركة عدد من المفكرين والمختصين في فنون الوسائط.

من جانبها، ذكرت آلاء يونس، القيّمة المشاركة، لـ”الوئام”، أن المعرض لا يقدّم إجابات بقدر ما يطرح تساؤلات حول العلاقة المتغيرة بين الإنسان والتقنية، مشيرة إلى أن “التقنية باتت تؤثر في طريقة تفكيرنا، وتشكيلنا لذاكرتنا وتوثيقنا للذات”.

ويُفتح المعرض للزوار يوميًا ما عدا الأحد، في أوقات متفاوتة بين الصباح والمساء، ويُتوقع أن يستقطب عددًا كبيرًا من المهتمين بالفنون المعاصرة من داخل المملكة وخارجها.